الخميس، 27 سبتمبر 2012

ما لا تعرفه عن المسجد الاقصى

ما لا تعرف عن المسجد الأقصى المساحة و الموقع: تبلغ مساحة المسجد الأقصى 144 دونم أي ما يعادل 1\6 مساحة المدينة القديمة "القدس" تقع في الجنوب الشرقي من القدس الخرافات التي نشرت عن القبة المشرفة : 1. كانت ياقوتة تضيء أريحا . 2. صخرة من صخور الجنة . 3. إليها المحشر و منها المحشر . 4. طائرة في الهواء عليها أصابع الملائكة . 5. نهر النيل ينبع من تحتها . 6. عرش الله الأدنى 7. رأس سيدنا إبراهيم تحت الصخرة و قدماه في الخليل و الآن مآذن المسجد الأقصى: * مئذنة المغاربة * مئذنة السلسلة * مئذنة الغوانمة * مئذنة الأسباط قباب المسجد الأقصى : 1- قبة الصخرة 2- قبة السلسلة 3- قبة المعراج أبواب المسجد الأقصى : الأبواب المفتوحــة و عدده "10": باب الأسباط-باب حطة-باب السلسلة-باب العتم-باب المطهرة-باب القطانين-باب الغوانمة-باب المغاربة-باب الحديد. الأبواب المغلقـة و عددها "4": باب الرحمة-باب الجنائز-الباب الثلاثي-الباب المزدوج .

سر لا يعرفة الكثير من المسلمين

ماذا تعرف عن المسجد الأقصى؟!! هل لاحظت أنه كلما ذكر اسم المسجد الأقصى في جميع وسائل الإعلام المحلية و العالمية ظهرت صورة مسجد قبة الصخرة بدلا ً منها؟!!! السبب الرئيس وراء ذلك هو مؤامرة صهيونية لمحو صورة المسجد الأقصى من أذهان جميع المسلمين. الرجاء توخي الحذر الشديد العديد من المسلمين و غير المسلمين، سواءً عن سبيل الخطأ أو متعمداً، ينشر مثل هذه الصور. و الأدهى من ذلك أن العديد من المسلمين يلصقون هذه الصور في بيوتهم و مكاتبهم حتى أصبح من الأخطاء الأكثر شيوعاً في عالمنا الإسلامي. والمصيبة في ذلك تكمن في أن أجيالا من أطفال المسلمين حول العالم باتوا لا يفرقون بين المسجد الاقصى و مسجد قبة الصخرة. ماذا تعتقد أنه سيحدث إذا دُمِّـر المسجد الأقصى؟!!! لا تتوقع أن يحدث الكثير. لأن الجميع سينظر إلى مسجد قبة الصخرة و سيجدونه لم يمسه سوء، و سيعتقد الناس أن الذي دُمِّر هو شيءٌ آخر. ماذا ستفعل أنت الآن؟!! يجب أن يكون واجبنا من اليوم وصاعداً توضيح هذا اللبس لكل إنسان من حولنا و على وجه الخصوص الأطفال لأنهم رصيد المستقبل. وحتى و لو أدى ذلك لأن نسير في الشوارع و الصراخ بأعلى صوت ”أغيثوا أقصاكم“. ولمساعدة الناس على فهم الحقيقة، يمكن استخدام الصور التالية.

فوائد القناعه

فوائد القناعة: إن للقناعة فوائد كثيرة تعود على المرء بالسعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا، ومن تلك الفوائد: - امتلاء القلب بالإيمان بالله- سبحانه تعالى- والثقة به، والرضى بما قدر وقَسَم، وقوة اليقين بما عنده- سبحانه وتعالى عن أبي ذر - رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: « يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال: "فترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول اللّه. قال: "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر يقول ابن مسعود - رضي اللّه عنه- "إن أرجى ما أكون للرزق إذا قالوا: ليس في البيت دقيق ". وقال الإمام أحمد - رحمه اللّه تعالى-: "أسرُّ أيامي إليَّ يوم أصبح وليس عندي شيء ".. - الفلاح والبشرى لمن قنع: فعن فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: "طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافًا، وقنع" ، وعن عبد اللّه بن عمرو - رضي الله عنهما- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: « قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا، وقنعه اللّه بما آتاه". » 5- الوقاية من الذنوب التي تفتك بالقلب وتذهب الحسنات: كالحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الخصال الذميمة والآثام العظيمة؛ ذلك أن الحامل على الوقوع في كثير من تلك الكبائر غالبًا ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها. فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قسم له. قال ابن مسعود - رضي الله عنه- "اليقين ألا ترضي الناس بسخط الله؛ ولا تحسد أحدًا على رزق الله، ولا تلم أحدًا على ما لم يؤتك الله؛ فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره؛ فإن الله تبارك وتعالى- بقسطه وعلمه وحكمته جعل الرَّوْح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط". * وتلك حقيقة لا مرية فيها؛ فكم من غني عنده من المال ما يكفيه وولدَه، ولو عُمِّر ألف سنة؛ يخاطر بدينه وصحته، ويضحي بوقته يريد المزيد! وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس؛ وهو لا يجد قوت غدِه! فالعلة في القلوب: رضًى وجزعًا، واتساعًا وضيقًا، وليست في الفقر والغنى. ولأهمية غنى القلب في صلاح العبد قام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه خطيبًا في الناس على المنبر يقول: "إن الطمع فقر، لان اليأس غنى، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه ". * وأوصى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- ابنه فقال: "يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة؛ فإنها مال لا ينفد". * وسئل أبو حازم فقيل له: "ما مالك؟" قال: "لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة باللّه، واليأس مما في أيدي الناس". *وقيل لبعض الحكماء: "ما الغنى؟" قال: "قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك". *العز في القناعة، والذل في الطمع: ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزًا بينهم، والطماع يذل نفسه من أجل المزيد؛ ولذا جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: « شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس » . * الحياة الطيبة: قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97]، فَسر الحياة الطيبة علي وابن عباس والحسن - رضي الله عنهم- فقالوا: "الحياة الطيبة هي القناعة" وفي هذا المعنى قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى-: "من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه

لو رضى الناس بالقليل ما بقى هناك فقير

لو قنع الناس بالقليل لما بقي بينهم فقير ولا محروم، ولو رضي العبد بما قُسم له لاستغنى عن الناس وصار عزيزًا وإن كان لا يملك من الدنيا الكثير. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: رأيت القناعة رأس الغنى.. ... ..فصرتُ بأذيالها مُمتسكْ فلا ذا يـراني على بابه.. ... .. ولا ذا يراني به منهمكْ فصرتُ غنيًّا بلا درهم.. ... .. أمرٌ على الناس شبه الملكْ وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التحلي بصفة القناعة حين قال: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس". وكان يدعو ربه فيقول: "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير". والقانع بما رزقه الله تعالى يكون هادئ النفس، قرير العين، مرتاح البال، فهو لا يتطلع إلى ما عند الآخرين، ولا يشتهي ما ليس تحت يديه، فيكون محبوبًا عند الله وعند الناس، ويصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس". إن العبد لن يبلغ درجة الشاكرين إلاَّ إذا قنع بما رزق، وقد دل على هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: "يا أبا هريرة! كن ورعًا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا.."الحديث. إن العبد القانع عفيف النفس لا يريق ماء وجهه طلبًا لحطام دنيا عمَّا قليل تفنى، وهؤلاء الذين مدحهم الله بقوله: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)[البقرة:273]. وقد وردت لهم البشارة على لسان خير البشر صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح من أسلم ورُزق كفافًا، وقنعه الله بما أتاه". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، إنه من ييأس عمَّا في أيدي الناس استغنى عنهم". ومن عجيب ما يروى في ذلك ما جاء في الإحياء من أن الخليل بن أحمد الفراهيدي رفض أن يكون مؤدبًا لابن والي الأهواز، ثم أخرج لرسوله خبزًا يابسًا وقال: "ما دمتُ أجدُ هذا فلا حاجة إلى سليمان - الوالي -". ثم أنشد: أبْلِغْ سليمانَ أني عنه في سَـعَةٍ.. ... ..وفي غنىً غير أني لستُ ذا مالِ شُحًّا بنفسيَ أني لا أرى أحــدًا.. ... ..يموتُ هزلاً ولا يبقى على حالِ والفقر في النفس لا في المال نعرفه.. ..ومثلُ ذاك الغنى في النفس لا المال وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس". فاللهم قنعنا بما رزقتنا واجعلنا أرضى خلقك بما لنا قسمت.

فلسطين حبيبة قلبى

بسم الله الرحمن الرحيم فلسطين ...................... فلسطين ............................ فلسطين اسمك محفور في قلبي ، افتخر بانني فلسطيني ، افتخر بانني من أرض المقاومة ، يا من شهد على تاريخ عريق ، انت في قلبي ، هذه الارض الذي تمناها العدو وهم يحاولون الحصول عليها بوسائلهم القذرة الوحشية لكنننا نعرف ما هي فلسطين التي لن نستغني عنها ، لن نتخلى عنها مهما حصل ، رغم القتل ، الاعتقال ، التعذيب ، الحواجز ، الجدار ، نحن نحتمل كل هذا من أجل فلسطين ، لقد مر على هذه الدولة مئات الحضارات ، الاف الشعوب ، اتمنى أن اكون قد نقلت صورتا جيدة عن وطني الغالي في هذا المنتدى الرائع وانا في هذه المسابقة سوف اعمل كل ما في جهدي لكي أصل من أجل فلسطين وكل فلسطيني شجعني لكي أصل أتمنى أن أرفع اسمها عاليا ، اوجه تحية الى كل فلسطيني في كل بقاع العالم سيبقى علمك واسمك مرفوعان عاليا انشاء الله . علمك مرفوع في ايدينا ، واسمك مرفوع في قلوبنا .

نعم اعشقك انت

نعم عشقتك انت ولا اريد سواك نعم اهواك يا ارق من الملاك اهواك بقلب تعلم الهوا منك والغرام نعم عشقتك انت ولا اريد سواك اتتذكر كيف كنت تتحدث وتهمس بالكلمات أتتذكر شوقك اتتذكر حينما كنت تقولها *** أحــــــبــــــــك*** وبعد عشقي وحبي لك هل تبعد هل تتركني اتالم ببعدك اريدك بجانبي اتنفسك اهواك اريدك كما كنت تهواني هل ستبعد اما ستكون بجوار قلبي الذي يهواك<

الخميس، 20 سبتمبر 2012

خواطر في المحبة في الله

خواطر في المحبة في الله بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خواطر إسلامية في المحبة و الأخوة في الله الخاطرة الأولى ما أجمل تلك المشاعر البشرية والأحاسيس الإنسانية المرهفة الصادقة المفعمة بالحب والنقاء .....التي تمتلئ بها الروح ...ويظطرب بها القلب ... ويهتز بها الوجدان . الخاطرة الثانية ما أجملها من أخوة ، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة ، يستشعرها الأخو تجاه أخيه..فتسري في عروقه سريان الماء الزلال بعد فورة عطش شديد ،فيثلج صدرة ، ويروى ضمؤه ، ليعود للقلب نقاءه ,,وللنفس صفاؤها..فتطمئن الروح وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديد . الخاطرة الثالثة كم من أخ عرفناه ، وصديق ألفناه ، طوى الزمان صفحته ، ومضى به قطار الحياة ، فودعنا ورحل ، ولم يبقي لنا إلا الذكريات ، ولأن عز في الدنيا اللقاء فبالأخرة لنا رجاء الخاطرة الرابعة كم من أمنيات عشناها ، فصارت ذكريات ، ذكريات تثير شجون المحبين ، فللقلب معها خفقات.... وللدمع فيها دفقات.... وفي الصدر منها لهيب وزفرات. الخاطرة الخامسة ما عمل الليل والنهار في قلوب الأحبة كعمل الفراق بعد اللقاء ، فهذه كبد حرى .......وتلك عين دامعة .... صدقت هذه وتلك في الحب في الله وكان ظل العرش موعد اللقاء . الخاطرة السادسة لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم ، ولكن تأبى النفس إلا أن تبين بعض ما يتلجلج في الصدر .. ويشتعل في الأعماق ومع عودة الذكريات...... يعود الأمل . الخاطرة السابعة إلى من عاش معنا زمناً ...ثم فقدناه ... عد إلى مجالس الصالحين.......ومصاحبة الطيبين. الخاطرة الثامنة وبعد الوصال لابد من إرتحال ، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب ، فيخفق القلب صراعاً .. ويناديه الركب الراحل ...وداعــــــاً .... ويهتف اللسان والقلب ...قفوا....قفوا . ] الخاطرة التاسعة ما أجمل تلك اللحظات التي تستشعرها بكل كيانك ، فيذوب لها قلبك ، وتحس دفء الروح يسري في عروقك ، وبقشعريرةٍ يرتجف لها عظمك ، وبسعادةٍ لا يمتلكها إنسان، ولا يصفها أي مخلوق كان ، وبآمآل وأحلام تتزاحم في الفكروالوجدان ، عن هذا الأخ الذي صورته لا تفارقك...وابتسامته تلازمك ..وطيفه يناجيك ويسامرك....تندفع إليه وشوقك يسابق...والحياء قد غطا معالمك.. أخي : إني أحبك في الله . .. تتمنى بعدها أنك طير يطير في السماء أو أن الأرض تنشق وتبتلعك... حياءً ..وسعادةً ..وخوفاً ... وشوقا ... مشاعر كثيرة ، ازدحمت وتلاطمت ، في بحر أعماقك ، فيساعدك أخوك مترنما : أحبك الذي أحببتني فيه ، وبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا. قالها كنسمات عطر يلأخذ الألباب ..ليسري في عروقك ، ويتغلغل شذاه في الأعماق ، بإبتسامةٍ تنعكس إشراقتها ليكلل نورها محياك ، ويبارك الله مسعاك ، ثم يأخذ بيدك قائلا : أخي ..طريقنا شوك وأزهار...وقصف وأنغام.....وإعصار وريحان أخي ...نحن الآن طريقنا واحد ... وذكرنا واحد أخي ...نحن الآن روح في جسدين .......روح في جسدين.....روح في جسدين وأخيراً اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك ... وتوحدت على دعوتك ...وتعاهدت على نصرت شريعتك.. فوثق اللهم رابطتها ....وأدم ودها...وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو . واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك...وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك .. إنك نعم المولى ونعم النصير اللهم آمـــــيــــــــــن خواطر أعجبتني فأحببت أن أنقلها لكم..

فضل الحب في الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) . وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) . فضل الحب في الله الحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر ، جعلها سبحانه أوثق عرى الإسلام والإيمان ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل ) رواه الطبراني وصححه الألباني . بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة ، وإخلاص هذه الرابطة قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود . ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان ، ولذة المجاهدة للهوى والشيطان فهذا هو السبيل ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) . والمرء يفضل على صاحبه بمقدار ما يكنه له من المحبة والمودة والإخاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه ) رواه ابن حبان وصححه الألباني . وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) أخرجاه في الصحيحين . محبة في الله والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه ، فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ، والصابرين ، والمتوكلين والمقسطين ، والمقاتلين في سبيله صفا ، ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين . ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله ، لا تكدِّرها المصالح الشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ، بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه ، ولما سئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟ فقال : " العاملون بطاعة الله ، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم " . والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه :{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }(الزخرف 67) ، وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( المرء مع من أحب ) . وأما من أحب شخصا لهواه ، أو لدنياه ، أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه ، فهذه ليست محبة لله بل هي محبة لهوى النفس ، وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك . أمور تعظم بها المحبة وهناك أمور تزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده ، حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها : إعلام الأخ - الذي له في نفسك منزلة خاصة ، ومحبة زائدة عن الأخوة العامة التي لجميع المؤمنين بأنك تحبه ، ففي الحديث : ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني وفي رواية مرسلة عن مجاهد رواها ابن أبي الدنيا وحسنها الألباني ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) . ومنها تبادل العلاقات الأخوية ، والإكثار من الصلات الودِّية ، فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس ، وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب ، وفي الحديث ( تصافحوا يذهب الغل ، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) رواه مالك في الموطأ ، وحسنه ابن عبد البر في التمهيد . وقال - صلى الله عليه وسلم - : (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم . حقوق المحبة وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة ، ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها : أن تحسب حساب أخيك فيما تجره إلى نفسك من نفع ، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه ، وقد أوصى النبي- صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة بقوله : ( وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، تكن مؤمنا ) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني . ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ، وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) رواه مسلم ، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ، دعا لأخيه بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها . ومنها الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت ، بل حتى بعد موت الأخ والحبيب ببر أولاده وأصدقائه ، وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - عجوزاً جاءت إليه ، وقال : ( إنها كانت تغشانا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه الطبراني ، ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه . ومنها التخفيف وترك التكلف ، فلا يكلِّفْ أخاه ما يشق عليه ، أو يكثر اللوم له ، بل يكون خفيف الظل ، قال بعض الحكماء : " من سقطت كلفته دامت ألفته ، ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك ، لا لنفسك عليهم ، فتنزل نفسك معهم منزلة الخادم " . ومنها بذل المال له ، وقضاء حاجاته والقيام بها ، وعدم ذكر عيوبه في حضوره وغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماء إليه . ومنها التودد له والسؤال عن أحواله ، ومشاركته في الأفراح والأتراح ، فيسر لسروره ، ويحزن لحزنه . ومن ذلك أيضاً بذل النصح والتعليم له ، فليست حاجة أخيك إلى العلم والنصح بأقل من حاجته إلى المال ، وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ . وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام ، فحصلت الفرقة والقطيعة ، فليراجع كل منهما نفسه ، وليفتش في خبايا قلبه فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني . هذه بعض فضائل المحبة في الله وحقوقها ، وإن محبة لها هذا الفضل في الدنيا والآخرة لجديرة بالحرص عليها ، والوفاء بحقوقها ، والاستزادة منها ، {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } (الحشر 10) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اجمل الكلام كلام الحب في الله..

قال أحد السلف : يا أخي إذا ذكرتني ادعوا لي .. وإذا ذكرتك ادعوا لك .. فإذا لم نلتقي فكأنما قد التقينا . [ فذاك أروع اللقاء ] تتوق النفس للقياكم.. وتجلو العين برؤياكم.. يبيت القلب مكسورا.. ونجبره بذ****م.. سألت الله يحفظكم .. وفي الجنات نلقاكم .. الود يبقى وحب الله يجمعنا على الاخاء وطيب القول قد عبقا والقلب يخفق إن هبت نسائمكم فصادق الود يجلو الهم والأرقا والله يجزي أضعافا مضاعفة لمن لصاحبه مستبقا ... الحب في الله " مساحة كبيرة وأرض فسيحة نباتها الصدق والاخلاص وماءها التواصي بالحق ونسيمها حسن الخلق وحارسها الدعاء فأهنئ نفسي أني أحبك في الله وأشهده على حبك فيه ونسأله أن يجمعنا في جنات النعيم

المحبة في الله

بسم الله الرحمن الرحيم المحبة في الله إن التحابب في الله تعالى و الأخوة في دينه من أعظم القربات ، و لها شروط يلتحق بها المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى ، و بالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى ، و بالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى ، قال تعالى : " و ألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألّف بينهم " ( الأنفال 63) قال ابن مسعود رضي الله عنه : هم المتحابون في الله و في رواية : نزلت في المتحابين في الله (رواه النسائي و الحاكم و قال صحيح) قال بعضهم : وأحبب لحبّ الله من كان مؤمنــــا *** و أبغض لبغض الله أهل التّمرّد وما الدين إلا الحبّ و البغض و الولا *** كذاك البرا من كل غاو و معتدى قال ابن رجب رحمه الله تعالى : و من تمام محبة الله ما يحبه و كراهة ما يكرهه ، فمن أحبّ شيئا مما كرهه الله ، أو كره شيئا مما يحبه الله ، لم يكمل توحيده و صدقه في قوله لا إله إلا الله ، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما أحبه الله ، و ما أحبه مما يكرهه الله و قال ابن القيم رحمه الله : من أحبّ شيئا سوى الله ، و لم تكن محبته له لله ، و لا لكونه معينا له على طاعة الله ، عذب به في الدنيا قبل اللقاء كما قيل : أنت القتيل بكل من أحببته *** فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي ** ثمرات و فضائل المحبة في الله ** للمحبة في الله ثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا و الآخرة منها: 1) محبة الله تعالى : عن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "قال الله تبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ و المتزاورين فيّ ، و المتباذلين فيّ " (رواه مالك و غيره ) و قول الملك للرجل الذي زار أخا له في الله :"إني رسول الله إليك بأنّ الله قد أحبّك كما أحببته فيه" 2) أحبهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه : عن أبي الدرداء رضي الله عنه يرفعه قال :" ما من رجلين تحابا في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه " (رواه الطبراني ) 3) الكرامة من الله : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل " ( أخرجه أحمد بسند جيّد) وإكرام الله للمرء يشمل إكرامه له بالإيمان ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، و سائر صنوف النِّعم 4) الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " :" فقوله : أين المتحابون بجلال الله ؟ تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله و تعظيمه مع التحاب فيه ، و بذلك يكونون حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم " و عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سبعة يظلهم الله تعالى يوم لا ظلّ إلا ظله : إمام عادل ، و شاب نشأ في عبادة الله ، و رجل قلبه معلّق بالمساجد ، و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرّقا عليه …" ( متفق عليه) 5) وجد طعم الإيمان : قال عليه الصلاة و السلام : " من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله ( رواه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقرّه الذهبي) 6) وجد حلاوة الإيمان: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان، فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله" ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي ) و عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما ، و أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أ يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى":" أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ، لأنّ وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له ، فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه ، إذا حصل له مراده،فإنه يجد الحلاوة و اللذة و السرور بذلك و اللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى … فحلاوة الإيمان ، تتبع كمال محبة العبد لله ، و ذلك بثلاثة أمور : تكميل هذه المحبة ، و تفريعها ، و دفع ضدها "فتكميلها" أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، فإن محبة الله و رسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ ، بل لا بدّ أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما و " تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و "دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار " 7) استكمال الإيمان : عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أحبّ لله ، و أبغض لله ، و أعطى لله ، و منع لله ، فقد استكمل الإيمان " (رواه أبو داود بسند حسن) 8) دخول الجنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " (رواه مسلم) 9) قربهم من الله تعالى و مجلسهم منه يوم القيامة : عن أبي مالك الأشعري قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101) قال : فنحن نسأله إذ قال : 3 إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من الله يوم القيامة ، قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه و رمى بيديه ، ثم قال : حدثنا يا رسول الله عنهم من هم ؟ قال : فرأيت في وجه النبي صلى الله عليه و سلم البِشر ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هم عباد من عباد الله من بلدان شتى ، و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ، يجعل الله وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ، و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي ) 10) وجوههم نورا يوم القيامة : من الحديث السابق في قوله :" يجعل الله وجوههم نورا" 11) لهم منابر من لؤلؤ: نفس الحديث السابق في قوله :" يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس " 12) لهم منابر من نور : و في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ، و مجلسهم منه " ، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا و جلِّهم لنا ؟قال:" قوم من أقناء الناس من نزّاع القبائل ، تصادقوا في الله و تحابّوا فيه ، يضع الله عزّ و جلّ لهم يوم القيامة منابر من نور ، يخاف الناس و لا يخافون ، هم أولياء الله عزّ و جلّ الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " ( أخرجه الحاكم و صححه الذهبي ) 13) يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة: من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضي الله عنهم في قوله صلى الله عليه و سلم:" يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ،و مجلسهم منه " 14) تسميتهم بأولياء الله : من حديث ابن عمر السابق في قوله صلى الله عليه و سلم :" هم أولياء الله عز و جل " 15) انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة : من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضي الله عنهم : " لا خوف عليهم و لا هم يحزنون " و قوله " و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون " 16) أنّ المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم و استقامتهم يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ، و إن لم يكن عمله بالغ مبلغهم : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ،كيف تقول في رجل أحبّ قوما ولم يلحق بهم ؟ قال : "المرء مع من أحبّ" (الصحيحان) و في الصحيحين أيضا عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم متى الساعة ؟ قال : " ما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها من كثير صلاة و لا صوم و لا صدقة ، و لكني أحبّ الله و رسوله، قال :" أنت مع من أحببت" ، قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت" فأنا أحب النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر ، و أرجو أن أكون معهم بحبي إياهم ، و إن لم أعمل بمثل أعمالهم وعن علي رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم"( الطبراني في الصغير) من يختار للمحبة و الصحبة قال القرافي :" ما كل أحد يستحق أن يعاشر و لا يصاحب و لا يسارر " و قال علقمة : اصحب من إن صحبته زانك ، و إن أصابتك خصاصة عانك و إن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، و إن بدت منك ثلمة سدّها ، و إن سألته أعطاك ، و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق و يقول الشيخ أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة الأشكال تلقيح العقول ، و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ، و لا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ، و لا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط و يكفي في مشروعية التحري لاختيار الأصدقاء قوله صلى الله عليه و سلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (رواه أبو داود و غيره) قال الأوزاعي : الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إذا لم تكن مثله شانته قيل لابن سماك : أيّ الإخوان أحقّ بإبقاء المودة؟قال:الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملَّك على القرب ،و لا ينساك على البعد ،إن دنوت منه داناك ، و إن بعدت منه راعاك ، و إن استعضدته عضدك ،و إن احتجت إليه رفدك،و تكفي مودة فعله أكثر من مودة قوله و قال بعض العلماء : لا تصحب إلا أحد رجلين : رجل تتعلّم منه شيئا في أمر دينك فينفعك ، أو رجل تعلمه شيئا في أمر دينه فيقبل منك ، و الثالث فاهرب منه قال علي رضي الله عنه : إنّ أخاك الصِّدق من كان معك *** و من يضُرُّ نفسه لينفعك و من إذا ريب الزّمان صدعك *** شتّت نفسه ليجمعك و قال بعض الأدباء:لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرّك،و يستر عيبك، فيكون معك في النوائب،و يُؤثرك بالرّغائب،و ينشر حسنتك،و يطوي سيّئتك ، فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك و قد ذكر العلماء فيمن تُؤثر صحبته و محبته خمس خصال : أن يكون عاقلا ، حسن الخلق ، غير فاسق ، و لا مبتدع ، و لا حريص على الدنيا 1) أما العقل : فهو رأس المال و هو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق قال علي رضي الله عنه : فلا تصحب أخا الجهل *** و إياك و إياه فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه يُقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه و للشيء على الشيء *** مقاييس و أشباه و للقلب على القلب *** دليل حين يلقاه و العاقل الذي يفهم الأمور على ما هي عليه ، إما بنفسه و إما إذا فُهِّم 2) أما حسن الخلق : فلا بدّ منه إذ ربّ عاقل يدرك الأشياء على ماهي عليه ، و لكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو بُخل أو جبن أطاع هواه ، و خالف ما هو المعلوم عنده ، لعجزه عن قهر صفاته ، و تقويم أخلاقه ، فلا خير في صحبته قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله : الواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان ، و لا غم يعدل غم فقدهم ، ثم يتوقى جهده مفاسدة من صافاه ، و لا يسترسل إليه فيما يشينه،و خير الإخوان من إذا عظمته صانك ،و لا يعيب أخاه على الزّلّة،فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح،و ينتكب محاسدة الإخوان،لأن الحسد للصديق من سقم المودة ،كما أن الجود بالمودة أعظم البذل ، لأنه لا يظهر ودّ صحيح من قلب سقيم 3) أما الفاسق : فلا فائدة في صحبته ، فمن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته و لا يوثق بصداقته ، بل يتغيّر بتغيّر الأعراض قال تعالى :" و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه " ( الكهف 28) و قال تعالى :"فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا"(النجم 29) ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم :"لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي "( رواه الترمذي و أبو داود) قال أبو حاتم رحمه الله في"روضة العقلاء":"العاقل لا يصاحب الأشرار،لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار،تعقب الضغائن، لا يستقيم ودّه ، و لا يفي بعهده ، و إن من سعادة المرء خصالا أربعا:أن تكون زوجته موافقة ، وولده أبرار ، و إخوانه صالحين ،و أن يكون رزقه في بلده .و كل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا ، تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته ،و من يصحب صاحب السوء لا يسلم،كما أن من يدخل مداخل السوء يتهّم " قال بعضهم : ابل الرجال إذا أردت إخاءهم *** و توسّمنّ أمورهم و تفقّد فإذا ظفرت بذي الأمانة و التُّقى *** فبه اليدين قرير عين فاشدد 4) أما المبتدع : ففي صحبته خطر سراية البدعة و تعدي شؤمها إليه ، فالمبتدع مستحق للهجر و المقاطعة ، فكيف تؤثر صحبته 5) أما الحريص على الدنيا : فصحبته سمّ قاتل ، لأنّ الطّباع مجبولة على التشبّه و الاقتداء ، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه ، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرّك الحرص ، و مجالسة الزاهد تزهدّ في الدّنيا ، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا ، و يستحب صحبة الراغبين في الآخرة الناس شتىّ إذا ما أنت ذقتهم *** لا يستوون كما لا يستوي الشّجر هذا له ثمر حلو مذاقته *** و ذاك ليس له طعم و لا ثمر علامات الحب في الله 1) أنه لا يزيد بالبرّ ولا ينقص بالجفاء : من علامات الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء ، قال يحيى ابن معاذ الرازي : حقيقة المحبة أنها لا تزيد بالبر و لا تنقص بالجفاء 2) الموافقة : و من علامات الحب في الله الموافقة ، قال بعضهم : يقول للشيء لا إن قلت لا *** و يقول للشيء نعم إن قلت نعم 3) لا يحسد أخاه : و من علاماته أن لا يحسد المحبّ أخاه في دين و لا دنيا و قد وصف الله تعالى المتحابين في قوله :" و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " ( الحشر ٩ ) 4) أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه : و من علاماته أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه " ( رواه الشيخان) 5) أن يكون معيار المحبة الطاعة : ومن علاماته أن يزداد إذا رأى أخاه في طاعة الله،وينقص إذا رأى منه معصية الله عزّ وجل حقوق الأخوة و مستلزمات الصحبة و المحبة لكل مسلم على أخيه المسلم حقوقا ، و هذه الحقوق أوجبها عقد الإسلام ، و صارت لكل مسلم بهذا العقد حرمة ، لا يحل لأحد أن ينتهكها ، و قد أتت جملة من هذه الحقوق ، و بيان لهذه الحرمة من كلام النبي صلى الله عليه و سلم ، فمن ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : " حقّ المسلم على المسلم ستّ : إذا لقيته فسلّم عليه ، و إذا دعاك فأجبه ، و إذا استنصحك فانصح له ، و إذا عطس فحمد الله فشمته ، و إذا مرض فعده ، و إذا مات فاتبعه " (متفق عليه) و في بيان حرمة المسلم ، و ما لا يجوز للمسلم أن يقع فيه مع سائر المسلمين قوله صلى الله عليه و سلم :" إياكم و الظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث ، و لا تحسّسوا ، و لا تجسّسوا ، و لا تنافسوا ، و لا تحاسدوا ، و لا تباغضوا ، و كونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، التقوى ههنا … و يشير إلى صدره ، بحسب امرئ من الشرّ أ يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه و عرضه و ماله " (رواه الشيخان) إنّ عقد الأخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين ، و يترتب على هذا العقد حقوق المال و البدن و اللسان و القلب ، و بمراعاة هذه الحقوق تدوم المودة و تزداد الألفة ، و يدخل المتعاقدين في زمرة المتحابين في الله ، و ينالان من الأجر و الثواب ما أسلفناه 1) حقوق الأخوة في المال : - فمن حقوق المال الواجبة إنظاره إلى ميسرة إن كان غريما ، قال تعالى :" و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة" (البقرة 280) ، و قال صلى الله عليه و سلم :" من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا و الآخرة" ( مسلم و غيره) - و من حقوق الأخوة المواساة بالمال : و هي كما قال العلماء على ثلاث مراتب : 1) أدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك،فإذا سنحت له حاجة،وكان عندك فضل، أعطيته ابتداءً ولم تحوجه إلى السؤال،فإن أحوجته إلى السؤال،فهو غاية التقصير في حقّ الأخوة 2) الثانية: أن تنزله منزلة نفسك ، و ترضى بمشاركته إياك في مالك قال الحسن : كان أحدهم يشقّ إزاره بينه و بين أخيه ، و جاء رجل إلى أبي هريرة رضي الله عنه و قال : إني أريد أن أواخيك في الله ، فقال : أتدري ما حق الإخاء ؟ قال : عرّفني ، قال أن لا تكون أحقّ بدينارك و درهمك مني ، قال : لم أبلغ هذه المنزلة بعد ، قال اذهب عني و قال علي بن الحسين لرجل : هل يُدخل أحدكم يده في كمّ أخيه أو كيسه ، فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه ؟ قال : لا ، قال : فلستم بإخوان 3) الثالثة : و هي العليا ، أن تؤثره على نفسك ، و تقدّم حاجته على حاجتك ، و هذه رتبة الصديقين ، و منتهى درجات المحبين قال ابن عمر رضي الله عنهما : أهدى لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رأس شاة ، فقال : أخي فلان أحوج مني إليه ، فبعث به إليه ، فبعثه ذلك الإنسان إلى آخر ، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجع إلى الأول ، بعد أن تداوله سبعة فكانت هذه المرتبة العليا من الإيثار ، هي مرتبة الصحابة الكرام رضي الله عنهم عن حميد قال : سمعت أنسا رضي الله عنه قال : لما قدموا المدينة نزل المهاجرون على الأنصار ، فنزل عبد الرحمن بن عوف على سعد ابن الربيع ، فقال : أقاسمك مالي ، و أنزل لك عن إحدى امرأتي ، قال : بارك الله لك في أهلك و مالك ، فآثره بما آثره به ، و كأنه قبله ثم آثره به و قد مدحهم الله عزّ و جلّ بقوله : " و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " ( الحشر٩ قال أبو سليمان الداراني : كان لي أخ بالعراق ، فكنت أجيئه في النوائب ، فأقول : أعطني من مالك شيئا ، فكان يلقي إليّ كيسه فآخذ منه ما أريد ، فجئته ذات يوم فقلت : أحتاج إلى شيء فقال : كم تريد ؟ فخرجت حلاوة إخائه من قلبي و قال آخر:إذا طلبت من أخيك مالا فقال:ماذا تصنع به فقد ترك حقّ الإخاء . فهذه مراتب المواساة بالمال ، فإن لم توافق نفسك رتبة من هذه الرتب مع أخيك فاعلم أنّ عقد الأخوة لم ينعقد بعد في الباطن ، و إنما الجاري بينكما مخالطة رسمية لا وقع لها في العقل و الدين ، قال ميمون بن مهران : "من رضي من الإخوان بترك الأفضال ، فليؤاخ أهل القبور " 2) حقوق الأخوة في البدن : و يقصد بها الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات ، و القيام بها قبل السؤال ، و تقديمها على الحاجات الخاصة ، و هذه أيضا لها درجات كالمواساة بالمال 1) أدناها القيام بالحاجة عند السؤال و القدرة مع البشاشة و الاستبشار و إظهار الفرح و قبول المنة : قال النبي صلى الله عليه و سلم:"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسّر على معسّر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ،و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة ،و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " أرسل الحسن البصري جماعة من أصحابه في قضاء حاجة لأخ لهم ، و قال : مروا بثابت البناني فخذوه معكم ، فمروا بثابت فقال : أنا معتكف ، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه فقال لهم : قولوا له يا أعمش أما علمت أن سعيك في حاجة أخيك خير لك من حجّة بعد حجة ، فرجعوا إلى ثابت فأخبروه ، فترك اعتكافه و خرج معهم 2) الدرجة الثانية : أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك : كان بعض السلف يتفقّد عيال أخيه بعد موته أربعين سنة ، يقوم بحاجتهم ، و يتردّد كل يوم إليهم و يمونهم من ماله ، فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه 3) أن تقدّم حاجة أخيك على حاجتك ، و تبادر إلى قضائها و لو تأخرت حاجتك قضى ابن شبرمة لبعض إخوانه حاجة كبيرة ، فجاء بهدية ، قال : ماهذا؟ قال : لما أسديته إليّ ، قال : خذ مالك عافاك الله ، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها ، فتوضأ للصلاة و كبّر عليه أربع تكبيرات ، و عدّه من الموتى و كان الحسن يقول:إخواننا أحبّ إلينا من أهلنا و أولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا ، و إخواننا يذكرون بالآخرة ويدخل في حق المسلم علىأخيه المسلم زيارته له في الله عزّو جلّ ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟النبي في الجنة ، و الشهيد في الجنة ، و الصديق في الجنة ، و الرجل يزور أخاه في ناحية المصر في الجنة " و من الصور المشرقة للزيارة في الله عزّ و جلّ ، و ما ينبغي أن تشتمل عليه من الأخلاق و الآداب ، ما كان بين أبي عبيد القاسم ابن سلام و أحمد بن حنبل رحمهما الله ، قال أبو عبيد : "زرت أحمد بن حنبل في بيته فأجلسني في صدر داره ، و جلس دوني ، فقلت : يا أبا عبد الله ، أليس يقال : صاحب البيت أحقّ بصدر بيته؟ فقال : نعم ، يقعد و يُقعِد من يريد ، قال : فقلت في نفسي : خذ إليك يا أبا عبيد فائدة ، قال : ثم قلت له : يا أبا عبد الله ، لو كنت آتيك على نحو ما تستحقّ لأتيتك كلّ يوم ، فقال : لا تقل ، إن لي إخوانا لا ألقاهم إلا في كلّ سنة مرة ، أنا أوثق بمودّتهم ممن ألقى كل يوم ، قال : قلت : هذه أخرى يا أبا عبيد ، فلما أردت أن أقوم قام معي فقلت : لا تفعل يا أبا عبد الله ، فقال: قال الشعبي : من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار ، و تأخذ بركابه قال : فقلت يا أبا عبيد هذه ثالثة ، قال : فمشى معي إلى باب الدار و أخذ بركابي و من هذه الصور المشرقة لزيارة السلف بعضهم لبعض و فرحهم بهذه اللقاءات الداعية لمزيد من الإيمان و الحبّ في الله عزّ و جلّ ما رواه الخطيب البغدادي في "تاريخه" عن النقاش أنه قال : " بلغني أنّ بعض أصحاب محمد بن غالب أبي جعفر المقرئ جاءه في يوم وحلٍ وطين ، فقال له : متى أشكر هاتين الرجلين اللتين نعبتا إليّ، في مثل هذا اليوم لتكسباني في الثواب؟ثم قام بنفسه فاستسقى له الماء،و غسل رجليه " 3) حقوق الأخوة في اللسان : و هي بالسكوت تارة و بالنطق أخرى 1) السكوت على المكاره : 1- لا يذكر عيوبه : فمن حق الأخ على أخيه،أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته و حضرته،بل يتجاهل عنه أما ذكر عيوبه و مساويه في غيبته فهو من الغيبة المحرمة ، و ذلك حرام في حق كل مسلم ، و يزجرك عنه أمران بالإضافة إلى زجر الشرع : أحدهما : أن تطالع أحوال نفسك ، فإن وجدت فيها شيئا واحدا مذموما ، فهوِّن على نفسك ما تراه من أخيك ، و قدر أنه عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة ، كما أنت عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة ، كما أنت عاجز عما أنت مبتلى به ، و الأمر الثاني : أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب اعتزلت عن الخلق كافة ، و لم تجد من تصاحبه أصلا كما قال النابغة الذبياني : : و لست بمستبق أخا لا تلُمُّه *** على شعث أيّ الرجال المهذّب فما من أحد من الناس إلا و له محاسن و مساوئ ، فإذا غلبت المحاسن المساوئ فهو الغاية ، و المؤمن أبدا يحضر في نفسه محاسن أخيه لينبعث من قلبه التوقير و الودّ و الاحترام ، و أما المنافق اللئيم فإنه أبدا يلاحظ المساوئ و العيوب قال ابن المبارك : المؤمن يطلب المعاذير ، و المنافق يطلب العثرات و قال الفضيل : الفتوة العفو عن زلات الإخوان 2- أن لا يفشي أسراره : و من ذلك أن يسكت عن إفشاء أسراره و لا إلى أخصّ أصدقائه ، و لو بعد القطيعة و الوحشة ، فإن ذلك من لؤم الطبع و خبث النفس قيل لبعض الأدباء : كيف حفظك للسر؟ قال : أنا قبره . و أفشى بعضهم سرا إلى أخيه ثم قال له حفظت ، قال : بل نسيت . و قالوا : قلوب الأحرار قبور الأسرار كان أبو سعيد الثوري يقول : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه ثم دس عليه من يسأله عنك فإن قال خيرا و كتم سرا فاصحبه 3- أن لا يجادله و لا يماريه : و من ذلك أن يسكت عن مماراته و جداله : قال بعض السلف : من لاحى الإخوان و ماراهم ، قلّت مروءته ، و ذهبي كرامته و قال عبد الله بن الحسن:إياك و مماراة الرجال، إنك لن تعدم مكر حليم ، أو مفاجأة لئيم و بالجملة فلا باعث على المماراة إلا إظهار التميّز بمزيد العقل و الفضل ، واحتقار المردود عليه بإظهار جهله و بالغ بعضهم في ترك المراء و الجدال فقال : إذا قلت لأخيك قم ، فقال : إلى أين؟ فلا تصحبه ، بل ينبغي أن يقوم و لا يسأل والمراء يفتن القلب وينبت الضغينة و يجفي القلب و يقسيه ويرقق الورع في المنطق و الفعل عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من ترك المراء و هو مبطل بنى له بيت في ربض الجنة ، و من تركه و هو محقّ بنى له في وسطها ، و من حسن خلقه بنى له في أعلاها" (رواه أبو داود و غيره) قال خالد بن يزيد بن معاوية الأموي :"إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته " قال الحسن البصري :"إياكم و المراء ، فإنه ساعة جهل العالم ، و بها يبتغي الشيطان زلّته" 2) النطق بالمحاب : و كما تقتضي الأخوة السكوت عن المكاره ، تقتضي أيضا النطق بالمحاب ، بل هو أخص بالأخوة ، لأن من قنع بالسكوت صحب أهل القبور 1- التودد باللسان : فمن ذلك أن يتودد إليه بلسانه ، و يتفقده في الأحوال التي يحب أن يتفقد فيها ، و كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها ، فمعنى الأخوة المساهمة في السراء و الضراء 2- إخباره بمحبته : و من ذلك أن يخبره بمحبته له : عن أنس بن مالك قال : مر رجل بالنبي صلى الله عليه و سلم و عنده ناس ، فقال رجل ممن عنده : إني لأحب هذا لله ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم :"أعلمته؟" قال : لا ، قال : " قم إليه فأعلمه " فقام إليه فأعلمه ، فقال : أحبّك الذي أحببتني له ثم قال ، ثم رجع فسأله النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بما قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت ، و لك ما احتسبت " (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي) و عن المقدام بن معدى كرب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " (رواه أحمد و غيره) و إنما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالإخبار ، لأن ذلك يوجب زيادة حب ، فإن عرف أنك تحبه أحبك بالطبع لا محالة ، فإذا عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة ، فإذا عرفت أنه أيضا يحبك زاد حبك لا محالة ، فلا يزال الحب يتزايد من الجانبين و يتضاعف ، و التحابب بين المسلمين مطلوب في الشرع محبوب في الدين ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " ( رواه مسلم ، و قال النووي : قوله :" لا تؤمنوا حتى تحابوا " معناه لا يكمل إيمانكم ، و لا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب " 3- دعوته بأحبّ الأسماء إليه : و من ذلك أن يدعوه بأحبّ أسمائه إليه في غيبته و حضوره ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ثلاث يصفين لك ودّ أخيك : أن تسلّم عليه إذا لقيته أولا ، و توسّع له في المجلس ، و تدعوه بأحب الأسماء إليه 4- الثناء عليه : و من ذلك : أن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله و آكد من ذلك أن تبلغه ثناء من أثنى عليه ، مع إظهار الفرح ، فإن إخفاء ذلك محض الحسد ، و ذلك من غير كذب و لا إفراط ، فإن ذلك من أعظم الأسباب في جلب المحبة 5- الذّبّ عنه في غيبته : و أعظم من ذلك تأثيرا في جلب المحبة ، الذبّ عنه في غيبته مهما قصد بسوء أو تعرّض لعرضه بكلام صريح ، أو تعريض ، فحق الأخوة التشمير في الحماية و النصرة و تبكيت المتعنت و تغليظ القول عليه ، و السكوت عن ذلك موغر للصدر و منفر للقلب ، و تقصير في حق الأخوة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه و لا يحرمه و لا يخذله " (رواه مسلم) 6- التعليم و النصيحة : و من ذلك التعليم و النصيحة : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله ، قال : " لله و لكتابه ، و لرسوله ، و لأئمة المسلمين و عامتهم " (رواه مسلم) ، و بخاصة إذا استنصح الأخ أخاه وجب عليه أن يخلص له النصيحة ، كما سلف في الحقوق العامة للمسلمين ، و ينبغي أن تكون النصيحة في سرّ لا يطلع عليه أحد فما كان على الملإ فهو توبيخ و فضيحة ، و ما كان في السر ، فهو شفقة و نصيحة قال الشافعي رحمه الله : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ، و من وعظه علانية فقد فضحه و شانه و قال رحمه الله : : تعمّدني بنصحك في انفرادي *** و جنّبني النصيحة في الجماعة فإنّ النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه و إن خالفتني و عصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة و تتأكد النصيحة كذلك إذا تغيّر أخوك عما كان عليه من العمل الصالح قال أبو الدرداء : إذا تغيّر أخوك ، و حال عما كان عليه ، فلا تدعه لأجل ذلك ، فإن أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة ، و حكى عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة ، فقيل لأخيه : ألا تقطعه و تهجره؟ فقال: أحوج ما كان إليّ في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده ،و أتلطف له في المعاتبة، و أدعو له بالعود إلى ما كان عليه و الأخوة عقد ينزل منزلة القرابة ، فإذا انعقد تأكد الحق ووجب الوفاء بموجب العقد ، و من الوفاء به أن لا يهمل أخاه أيام حاجته و فقره ، و فقر الدين أشدّ من فقر المال ، و الأخوة عند النائبات و حوادث الزمان ، و هذا من أشدّ النوائب و القريب ينبغي أن لا يهجر من أجل معصيته ، حتى يقام له بواجب النصيحة ، و ذلك لأجل قرابته ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم في عشيرته : " فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " ( الشعراء 216) و لم يقل : إني برئ منكم ، مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب ، و لهذا أشار أبو الدرداء لما قيل له : ألا تبغض أخاك و قد فعل كذا؟ فقال : إنما أبغض عمله و إلا فهو أخي و كذا التفريق بين الأحباب من محاب الشيطان ، كما أن مقارفة العصيان من محابه ، فإذا حصل للشيطان أحد غرضيه ، فلا ينبغي أن يضاف إليه الثاني 7- الدعاء له في حياته و بعد مماته : و من ذلك الدعاء لأخيه في حياته و بعد مماته : عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : و لك بمثل (رواه مسلم) قال النووي رحمه الله : في هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ، و لو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ، و لو دعا لجملة من المسلمين فالظاهر حصولها أيضا ، و كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب و يحصل له مثلها ، جاء في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي في ترجمة الطيب إسماعيل أبي حمدون –أحد القراء المشهورين – قال : كان لأبي حمدون صحيفة فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه و كان يدعو لهم كل ليلة ، فتركهم ليلة فنام ، فقيل له في نومه يا أبا حمدون : لِمَ لَمْ تسرج مصابيحك الليلة ، قال : فقعد فأسرج ، و أخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ 4) حقوق الأخوة في القلب : من حق المسلم على أخيه في الله عز و جل الوفاء و الإخلاص في محبته و صحبته ، و علامة ذلك أن تدوم المحبة ، و أن يجزع من الفراق ، و من حقه أن تحسن به الظن ، و أن تحمل كلامه و تصرفاته على أطيب ما يكون ، و من ذلك أن لا يكلف أخاه التواضع له ، و التفقد لأحواله ، و القيام بحقوقه 1) الوفاء و الإخلاص : و معنى الوفاء الثبات على الحب و إدامته إلى الموت معه ، و بعد الموت مع أولاده و أصدقائه ، فإنّ الحبّ في الله إنما يراد به ما عند الله عزّ و جلّ ، فلا ينتهي بموت أخيه قال بعضهم : قليل الوفاء بعد الوفاة ، خير من كثيره في حال الحياة .. و قد جاء أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرم عجوزا أدخلت عليه فقيل له في ذلك ، فقال :"إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، و إنّ حسن العهد من الإيمان"(صححه الحاكم و الذهبي و حسنه الألباني في الضعيفة) - و من الوفاء للأخ مراعاة جميع أصدقائه و أقاربه و المتعلقين به -و من الوفاء:أن لا يتغيّر حاله مع أخيه ، و إن ارتفع شأنه واتّسعت ولايته و عظم جاهه قال بعضهم : إنّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في المنزل الخشن و أوصى بعض السلف ابنه فقال له : يا بنيّ لا تصحب من الناس ، إلا من إذا افتقرت إليه قرب منك ، و إذا استغنيت عنه لم يطمع فيك ، و إن علت مرتبته لم يرتفع عليك و مهما انقطع الوفاء بدوام المحبة ، شمت به الشيطان ، فإنه لا يحسد متعاونين على بر ،كما يحسد متواخيين في الله و متحابين فيه ، فإنه يجهد نفسه لإفساد ما بينهما ، قال تعالى :" و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم " ( الإسراء 53) قال بعضهم : ما تواخى اثنان في الله فتفرّق بينهما ، إلا بذنب يرتكبه أحدهما و كان بشر يقول : إذا قصر العبد في طاعة الله ، سلبه الله من يؤنسه ، و ذلك لأنّ الإخوان مسلاة الهموم و عون على الدين و لذلك قال ابن المبارك : ألذّ الأشياء مجالسة الإخوان ، و الانقلاب إلى كفاية و من آثار الصدق و الإخلاص و تمام الوفاء ، أن تكون شديد الجزع من المفارقة ، نفور الطبع عن أسبابها ، كما قيل : وجدت مصيبات الزمان جميعها *** سوى فرقةِ الأحبابِ هيّنةَ الخَطْب و أنشد ابن عُيينة هذا البيت و قال : لقد عهدت أقواما فارقتهم منذ ثلاثين سنة ، ما يخيّل إليّ أن حسرتهم ذهبت من قلبي - و من الوفاء أن لا يسمع بلاغات عن صديقه - و من الوفاء أن لا يصادق عدو صديقه : قال الشافعي رحمه الله : إذا أطاع صديقك عدوك ، فقد اشتركا في عداوتك 2) حسن الظنّ : و من حقوق الأخوة حسن الظنّ بأخيه : قال الله تعالى"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ فإنّ بعد الظنّ إثم"(الحجرات 12) و قال النبي صلى الله عليه و سلم : "إياكم و الظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث " ( رواه الشيخان) ، و إذا كان هذا مطلوب في المسلمين عامة ، فيتأكّد ذلك بين المتآخين في الله عزّ و جلّ و من مناقب الإمام الشافعي ما قاله أحد تلامذته عنه الربيع بن سليمان قال : " دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت له :قوى الله ضعفك ، فقال : لو قوى ضعفي قتلني ، فقلت : والله ما أردت إلا الخير ، قال : أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا الخير " فينبغي أن يحمل كلام الإخوان على أحسن معانيه ، و أن لا يظن بالإخوان إلا خيرا ، فإن سوء الظن غيبة القلب 3) التواضع : و من حقوق الأخوة القلبية أن يتواضع لإخوانه ، و يسيء الظن بنفسه فإذا رآهم خيرا من نفسه يكون هو خيرا منهم قال أبو معاوية الأسود : إخواني كلهم خير مني ، قيل و كيف ذلك؟ قال : كلهم يرى لي الفضل عليه ، و من فضلني على نفسه فهو خير مني و مهما رأى الفضل لنفسه فقد احتقر أخاه ، و هذا في عموم المسلمين مذموم ، قال صلى الله عليه و سلم : " بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم " (رواه الشيخان) لطائف و نوادر في المحبة و الإخاء *** ليس من الوفاء *** ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين ، بل من الوفاء له المخالفة ، كان الشافعي رحمه الله آخى محمد بن الحكم ، و كان يقرّبه و يقبل عليه و يقول : ما يقيمني بمصر غيره ، فاعتلّ محمد فعاده الشافعي فقال : مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه و أتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه وظنّ الناس لصدق مودّتهما أنه يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته،فقيل للشافعي في علته التي مات منها إلى من نجلس بعدك يا أبا عبد الله،فاستشرف له محمد بن الحكم وهو عند رأسه ليومئ إليه،فقال الشافعي:سبحان الله أيشكّ في هذا؟أبويعقوب البويطي،فانكسر لها محمد ، ومال أصحابه إلى البويطي مع أنّ محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله،لكن كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ، فنصح الشافعي لله وللمسلمين ، وترك المداهنة، ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى ، و المقصود أنّ الوفاء بالمحبة من تمامها النصح لله فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان *** رحَل الإخوان *** قال ابن الجوزي رحمه الله : هيهات رحل الإخوان و أقام الخُوّان ، و قل من ترى في الزمان من إذا دعي مان ، كان الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره،ثم قال : نسخ في هذا الزمان رسم الأخوة و حكمه ، فلم يبق إلا الحديث عن القدماء ، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق و قال بعضهم : سمعنا بالصديق و لا نراه *** على التحقيق يوجد في الأنام و أحسبه مُحالا جوّزوه *** على وجه المجاز من الكلام *** صحبة الأحمق *** قال أبو حاتم رحمه الله:من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه أمره: سرعة الجواب ، و ترك التثبت ، و الإفراط في الضحك ، و كثرة الالتفات ، و الوقيعة فيالأخيار و الاختلاط بالأشرار ، و الأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ ، و إن أقبلت عليه اغترّ ، و إن حلمت عنه جهل عليك ، و إن جهلت عليه حلم عنك ، و إن أسأت إليه أحسن إليك ، و إن أحسنت إليه أساء إليك ، و إذا ظلمته انتصفت منه ، و يظلمك إذا أنصفته ، و ما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي : لي صديق يرى حقوقي عليه *** نافلات و حقّه كان فرضا لو قطعت الجبال طولا إليه *** ثم من بعد طولها سرت عَرضا لرأى ما صنعت غير كبير *** واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا *** ما ضاق مكان بمتحابين *** عن الأثرم قال : دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد ، و هو جالس على وسادة ، فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته ، فقال له اليزيدي : أحسبني قد ضيّقت عليك ، فقال الخليل : ما ضاق مكان على اثنين متحابين ، و الدنيا لا تسع اثنين متباغضين *** صداقة غير صادقة *** حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال : "كان أعرابي بالكوفة ،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة،فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد ،إذ حزب الأعرابي أمر ، فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ يقول : إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد *** على مرحبا أو كيف أنت و حالكا و لم يك إلا كاشرا أو محدّثا *** فأف لودّ ليس إلا كذلكا لسانك معسول و نفسك بشّة *** و عند الثَريّ من صديقك مالُكا و أنت إذا همّت يمينُك مرة *** لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا *** صاحب أهل الدين *** قال ابن الجوزي رحمه الله : صاحب أهل الدين و صافهم ، واستفد من أخلاقهم و أوصافهم ، واسكن معهم بالتأدب في دارهم ، و إن عاتبوك فاصبر و دارهم ، أنت في وقت الغنائم نائم ، و قلبك في شهوات البهائم هائم ، إن صدقت في طِلابهم فانهض و بادر ، و لا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ، تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم ربّ كنز وقع به فقير ، و ربّ فضل فاز به صغير علم الخضر ما خفى على موسى ، و كشف لسليمان ما خفى عن داود *** من أولى بالغم *** قال الأصمعي : سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها ، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو ، فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرو وعدتني وعدا فلم تنجزه ؟ فقال له أبو عمرو : فمن أولى بالغم أنا أو أنت ، فقال له : أنا ، فقال له أبو عمرو : بل أنا ، فقال له الرجل : و كيف ذلك أصلحك الله ؟ قال : لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد ، و أبتُ أنا بهم الإنجاز ، و بتَّ ليلتك فرحا ، و بتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما ، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلا ، و لقيتك محتشما ، فمن هنا صرت أولى بالغم *** من هم الأحبة ؟ *** قال الشافعي رحمه الله : إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه و لا تُكثر عليه التأسفا ففي النفس أبدال و في الترك راحة *** و في القلب صبر للحبيب و لو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه *** و لا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** فلا خير في ودّ يجيء تكلفا ولا خير في خلّ يخون خليله *** و يلقاه من بعد المودّة بالجفا و ينكر عيشا قد تقادم عهده *** و يظهر سرا كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صادق الوعد مُنصفا صور مشرقة للمحبة الصادقة 1) النبي صلى الله عليه و سلم والصدّيق أبو بكر رضي الله عنه : محبة صادقة في الله عز و جل ، و لله عز و جل ، و من المواقف التي تدل على صدق المودة و المحبة ، واختصاص المحب لما يدور في قلب أخيه الذي أحبه في الله عز و جل : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس و قال : إنّ الله خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله ، قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عبد خُيِّر ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المخيّر ، و كان أبو بكر أعلمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنّ أمَنَّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر ، و لو كنت متّخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، و لكن أخوة الإسلام و مودّته ، لا يبقيّن في المسجد باب إلا سُدّ ، إلا باب أبي بكر " (رواه الشيخان) قال ابن رجب في "لطائف المعارف " : لما عرّض الرسول صلى الله عليه و سلم على المنبر باختياره للقاء على البقاء و لم يصرّح ، خفى المعنى على كثير ممن سمع ، و لم يفهم المقصود غير صاحبه الخصيص به ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، و كان أعلم الأمة بمقاصد الرسول صلى الله عليه و سلم ، فلما فهم المقصود من هذه الإشارة بكى و قال : بل نفديك بأموالنا و أنفسنا و أولادنا ، فسكّن الرسول صلى الله عليه و سلم من جزعه ، و أخذ في مدحه و الثناء عليه على المنبر ، ليعلم الناس كلهم فضله ، و لا يقع عليه اختلاف في خلافته ، فقال : " إنّ من أمَنّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر 2) المهاجرون و الأنصار : ما حدث بين المهاجرين و الأنصار أخوة صادقة ، و مدح الله عزّ و جلّ الأنصار بقوله :" والذين تبوّؤا الدّار و الإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون " (الحشر ٩ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا و بين إخواننا النخيل ، قال : لا ، فقالوا : أتكفونا المؤنة و نشرككم في الثمرة قالوا سمعنا و أطعنا " ( البخاري) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " يُحبون من هاجر إليهم " : أي من أكرمهم و شرف أنفسهم ، يحبون المهاجرين و يواسونهم بأموالهم ، و قوله :" و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا" قال ابن كثير رحمه الله : أي و لا يجدون في أنفسهم حسدا للمهاجرين فيما فضلهم الله به ، من المنزلة و الشرف و التقديم في الذكر و الرتبة ، و قوله : " و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " قال القرطبي : الإيثار هو تقديم الغير على النفس و حظوظها الدنيوية ، و رغبة في الحظوظ الدينية ، و ذلك ينشأ عن قوة اليقين و توكيد المحبة و الصبر على المشقة ، أي يؤثرون على أنفسهم بأموالهم و منازلهم لا عن غنى بل مع احتياجهم إليها و قال رحمه الله : و الإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال و من الأمثال السائرة : و الجود بالنفس أقصى غاية الجود ، قال الدكتور بابللي في " معاني الأخوة في الإسلام و مقاصدها" هذا الحب لا لصنيعة سبقت من المهاجرين إليهم ، أو ليد كانت لهم عليهم ، و إنما الإيمان بالله الذي وحد بين قلوبهم ، و هو الحب في الله الذي جمع بينهم ، ففتحوا قلوبهم لإخوانهم في الدين ، قبل أن يفتحوا لهم منازلهم 3) و من هذه الصور المشرقة للمحبة الصادقة : ما رواه القرطبي في "تفسيره" عن حذيفة العدوي قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي – و معي شيء من الماء – و أنا أقول إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به ، فقلت له : أسقيك ، فأشار برأسه أن نعم ، فإذا أنا برجل يقول : آه ، آه ، فأشار إليّ ابن عمي أن أنطلق إليه ، فإذا هو هشام بن العاص ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار أن نعم ، فسمع أخر يقول آه ، آه ، فأشار هشام أن انطلق إليه ، فجئته فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات آفـات الصحبة بعد ذكر فضل المحبة في الله عز و جل و الأخوة فيه ، من تمام النصيحة التحذير من آفات الصحبة ، و من آفات الصحبة : 1) كثرة الزيارات : فمن آفات الصحبة كثرة الزيارات و المجالس التي هي مجالس مؤانسة و قضاء وطر ، أكثر منها مجالس ذكر و تذكير و تعاون على البر و التقوى ، فيكون في هذه المجالس ضياع الأوقات و ذهاب المروءات و قد يجرّ فضول الكلام إلى ما يغضب الملك العلام ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ، إلا قاموا على مثل جيفة حمار ، و كان عليهم حسرة يوم القيامة " ( قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي و الألباني في الصحيحة ) قال ابن القيم رحمه الله في " الفوائد" : الاجتماع بالإخوان قسمان : 1) أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع و شغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ، و أقل ما فيه أنه يفسد القلب و يضيّع الوقت 2) الثاني : الاجتماع بهم على أسباب النجاة و التواصي بالحق و التواصي بالصبر ، فهذا من أعظم الغنيمة و أنفعها ، و لكن فيه ثلاث آفات : 1- إحداها : تزيّن بعضهم لبعض 2- الثانية : الكلام و الخلطة أكثر من الحاجة 3- أن يصير ذلك شهوة و عادة ينقطع بها عن المقصود و بالجملة فالاجتماع و الخلطة لقاح إما للنفس الأمارة ، و إما للقلب و النفس المطمئنة ، و النتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته و هكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك ، و الخبيثة لقاحها من الشيطان ، و قد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين ، و الطيبين للطيبات ، و عكس ذلك 2) الإفراط في الحب و البغض : و من آفاتها الإفراط في الحب و البغض : عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أسلم لا يكن حبك كلفا ، و لا بغضك تلفا ، قلت : و كيف ذلك ؟ قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه،و إذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك و يهلك و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " و قال أبو الأسود الدؤلي : و أحبب إذا أحببت حبا مقاربا *** فإنك لا تدري متى أنت نازع و أبغض إذا أبغضت غير مباين *** فإنك لا تدري متى أنت راجع و المقصود الاقتصاد في الحب و البغض ، فإنّ الإسراف في الحب داع إلى التقصير ، و كذلك البغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضا ، و البغيض حبيبا ، فلا تكن مسرفا في الحب فتندم ، و لا في البغض فتأسف ، لأن القلب يتقلب فيندم أو يستحي قال بعض الحكماء : و لا تكن في الإخاء مكثرا ، ثم تكون فيه مدبرا ، فيعرف سرفك في الإكثار ، بجفائك في الإدبار و يخشى مع ذلك مع فرط المحبة أن يوافقه على باطل ، أو يقصر معه في واجب النصيحة لله عزّ و جل ، و قد تنقلب هذه المحبة إلى بغض مفرط ، و يخشى عند ذلك إفشاء الأسرار ، و ترك العدل و الإنصاف و عن الحسن قال : أحبوا هونا و أبغضوا هونا ، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ، و أفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا 3) مخالطة المحبة شيء من هوى النفس : و من آفاتها أن يخالط هذه المحبة التي هي لله عز و جل و في الله عز و جل شيء من هوى النفس ، فبدلا من أن يحب في أخيه طاعته لله عز و جل والتزامه بالشرع ، يحبه لملاحة صورة أو لمنفعة كإصلاح دنيا ، و بدلا من أن يرجو بهذه المحبة ما عند الله عز و جل ، و يتقرّب بها إليه ، يرجو بها استئناسا بشخصه ، أو تحقيقا لغرضه ، و هذه المحبة سرعان ما تزول بزوال سببها ، او بشيء من الجفاء ، فإنه ما كان لله بقى ، كما يقال : ما كان لله دام واتّصل *** و ما كان لغير الله انقطع وانفصل قال الله عز و جل : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين" ( الزّخرف 17) و قال حاكيا عن خليله أنه قال لقومه :" إنما اتّخذتم من دون الله أوثانا مودّة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضا و مأواكم النار و ما لكم من ناصرين " ( العنكبوت 25) فنسأل الله أن يجعل محبتنا لمن نحبه خالصة لوجهه الكريم ، و مقربة إليه و إلى داره دار السلام و النعيم المقيم ، و أن تكون عونا لنا على طاعته ، و دفعا لنا عن معصيته 4) الاستكثار من الإخوان : و من آفاتها الاستكثار من الإخوان ، حتى يعجز عن القيام بحقوقهم و مواساتهم عند حاجتهم واضطرارهم قال في تنبيه المغترين : من أخلاق السلف رضي الله عنهم : أنهم لا يتخذون من الإخوان إلا من علموا من نفوسهم الوفاء بحقه ،فإنّ أخاك إذا لم توف بحقه كان فارغ القلب منك و قال ابن حزم رحمه الله في "مداواة النفوس" : ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل من الاستكثار من الإخوان و الأصدقاء ، فإنّ ذلك فضيلة تامة مركبة ، لأنهم لا يكتسبون إلا بالحلم و الجود و الصبر و الوفاء و الاستضلاع و المشاركة و العفة و حسن الدفاع و تعلم العلم و كل حال محمودة ، و لكن إذا حصلت عيوب الاستكثار منهم ، و صعوبة الحال في إرضائهم ، و الغرر في مشاركتهم ، و ما يلزمك من الحق لهم عند نكبة تعرض لهم ، فإن غدرت بهم أو أسلمتهم لُؤّمت و ذممت ، و إن وفيت أضررت بنفسك ، و ربما هلكت فيكون السرور بهم ، لا بفي بالحزن الممضّ من أجلهم " اه باختصار و قال عمرو بن العاص : كثرة الأصدقاء كثرة الغرماء و قال ابن الرومي : عدوّك من صديقك مستفاد *** فلا تستكثرنّ من الصحاب فإن الداء أكثر ما تراه *** يكون من الطعام أو الشراب 5) كشف الستر : و من آفاتها : كشف الستر عن الدين و المروءة و الأخلاق و الفقر و سائر العورات ، فإنّ الإنسان لا يخلو في دينه و دنياه من عورات ، و الأولى سترها ، كما مدح الله عزّ و جلّ المستترين فقال : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " ( البقرة 273) و قال الشاعر : و لا عار إن زالت عن الحرّ نعمة *** و لكن عارا أن يزول التّجمّل و عن الحسن قال : أردت الحجّ فسمع ثابت البناني بذلك ، و كان أيضا من أولياء الله فقال : بلغني أنك تريد الحجّ ، فأحببت أن أصحبك ، فقال له الحسن : ويحك ، دعنا نتعاشر بستر الله علينا ، إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه قال احمد فريد : و يتأكد ذلك في حق من تصدى لوعظ الناس ، فلا يكثر من صحبتهم و مخالطتهم في فضول المباحات ، حتى ينتفعوا بوعظه ، و يتمتع بستر الله عليه ، مما يكره عليه الناس من ذنوبه و عيوبه ، نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة 6) هذه الآفة خاصة بصحبة الأغنياء : و من آفات صحبة الأغنياء إزدراء نعمة الله عليه و تحريك الطمع و الحرص في قلبه و قد لا يتيسّر له فلا ينال إلا الغم بذلك إنّ من نظر إلى زهرة الحياة الدنيا و زينتها تحرّك حرصه ، و انبعث بقوة الحرص طمعه ، و لا يرى إلا الخيبة في أكثر الأحوال ، فيتأذى بذلك ، و مهما اعتزل لم يشاهد ، و إذا لم يشاهد لم يشته و لم يكمع و لذلك قال الله تعالى : " و لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم " (طه 131) و قال صلى الله عليه و سلم :" انظروا إلى من أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " (رواه مسلم و البخاري بمعناه) قال عون بن عبد الله : كنت أجالس الأغنياء ، فلم أزل مغموما ، كنت أرى ثوبا أحسن من ثوبي ، و دابة أفره من دابتي ، فجالست الفقراء فاسترحت 7) الإستئناس بالناس : و من آفات الصحبة : الاشتغال بالإخوان عن تفريغ القلب للفكر و الاستئناس بالله عز و جل الذي هو أول مطلوب القلوب و أعظم سبب لسعادتها و نجاتها و قد قيل : الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس قال بعض الحكماء : إنما يستوحش الإنسان من نفسه لخلو ذاته عن الفضيلة ، فيكثر حينئذ ملاقاة الناس ، و يطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ، ليستعين بها على الفكرة ، و يستخرج العلم و الحكمة

ايذاء الجار

ايذاء الجار ثبت في الصحيحين أن رسول الله قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال من لا يأمن جاره بوائقه أي غوائله وشروره وفي رواية لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره بوائقه وسئل رسول الله عن أعظم الذنب عند الله فذكر ثلاث خلال أن تجعل لله ندا وهو خلقك وأن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك وأن تزني بحليلة جارك وفي الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره والجيران ثلاثة جار مسلم قريب له حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة وجار مسلم له حق الجوار وحق الإسلام والجار الكافر له حق الجوار وكان ابن عمر رضي الله عنهما له جار يهودي فكان إذا ذبح الشاة يقول احملوا إلى جارنا اليهودي منها وروي أن الجار الفقير يتعلق بالجار الغني يوم القيامة ويقول يا رب سل هذا لم منعني معروفه وأغلق عني بابه وينبغي للجار أن يحمل أذى الجار فهو من جملة الإحسان إليه جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول دلني على عمل إذا قمت به دخلت الجنة فقال كن محسنا فقال يا رسول الله كيف أعلم أني محسن قال سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا أنك مسيء فأنت مسيء ذكره البيهقي من رواية أبي هريرة وجاء عن النبي أنه قال من أغلق بابه عن جاره مخافة على أهله وماله فليس بمؤمن وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه وقيل لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره وفي سنن أبي داود من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله يشكوه جاره فقال له اذهب فاصبر فأتاه مريتن أو ثلاثا ثم قال اذهب فاطرح متاعك على الطريق ففعل فجعل الناس يمرون به ويسألونه عن حاله فيخبرهم خبره مع جاره فجعلوا يلعنون جاره ويقولون فعل الله به وفعل ويدعون عليه فجاء إليه جاره وقال يا أخي ارجع إلى منزلك فإنك لن ترى ما تكره أبدا وأن يحتمل أذى جاره وإن كان ذميا فقد روي عن سهل بن عبدالله التستري رحمه الله أنه كان له جار ذمي وكان قد انبثق من كنيفه إلى بيت في دار سهل بثق فكان سهل يضع كل يوم الجفنة تحت ذلك البثق فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد فمكث رحمه الله على هذه الحال زمانا طويلا إلى أن حضرت سهلا الوفاة فاستدعى جاره المجوسي وقال له أدخل ذلك البيت وانظر ما فيه فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه في الجفنة فقال ما هذا الذي أرى قال سهل هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك إلى هذا البيت وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف أن لا تتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك فافعل ما ترى فقال المجوسي أيها الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنامقيم على كفري مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم مات سهل رحمه الله فنسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال الأقوال وأن يحسن عاقبتنا إنه جواد كريم رؤوف رحيم المصدر: http://www.ahlalanbar.net/thread57513.html#ixzz2754AUS00

تحريم إيذاء الجار

تحريم إيذاء الجار تحريم إيذاء الجار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏وعلي بن حجر ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏قال ‏ ‏ابن أيوب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏العلاء ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره ‏ ‏بوائقه ‏ . صحيح مسلم بشرح النووي . ‏ ‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) ‏ ‏البوائق جمع بائقة وهي الغائلة والداهية والفتك , وفي معنى " لا يدخل الجنة " جوابان يجريان في كل ما أشبه هذا . أحدهما : أنه محمول على من يستحل الإيذاء مع علمه بتحريمه ; فهذا كافر لا يدخلها أصلا . والثاني : معناه جزاؤه أن لا يدخلها وقت دخول الفائزين إذا فتحت أبوابها لهم , بل يؤخر ثم قد يجازى , وقد يعفى عنه فيدخلها أولا . وإنما تأولنا هذين التأويلين لأنا قدمنا أن مذهب أهل الحق أن من مات على التوحيد مصرا على الكبائر فهو إلى الله تعالى إن شاء الله عفا عنه فأدخله الجنة أولا , وإن شاء عاقبه ثم أدخله الجنة . والله أعلم . ‏

من صور إيذاء الجار

لحمد لله القائل في كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والقائل - سبحانه - (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران آية 105 منهج رباني يحثنا على إحياء روابط العلاقة الأخوية بين بعضنا البعض حذرا من التشبه بمن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى فقال عنهم (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) الحشر 14 هذا هو المنهج الإسلامي الرفيع الذي يحي في نفوس أتباعه المولاة لله ولرسله ولشرعه قال - تعالى -(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض) التوبة آية 71 ومن أعظم الولاية ولاية الجار لجاره التي أوصى الله بها في كتابه فقال - سبحانه - (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ) وأوصى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) صححه الألباني - رحمه الله - إلا أننا ومع الأسف نفتقد اليوم وجود الجار الصالح الذي تتوفر فيه خصال الجار التي حث عليها الإسلام وأمر بها قال - عليه الصلاة والسلام - ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق)) خرجه الألباني في الصحيحة. عباد الله: لقد كان الجار في السابق مؤمنا تقيا وأبا مربيا يشعر بمسئولية جاره كما يشعر بمسئوليه رعيته تماما،.لقد كان الجار المسلم يهنئ جيرانه في أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم، يفرح لما يفرحون ويحزن لما يحزنون ويكف أذاه عنهم لا يحسدهم ولا يؤذيهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) متفق عليه أي: شروره، ولعلي أهمس في أذن جار السوء بقصة إن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي الْجَنَّةِ)) صححه الألباني. الله أكبر صائمة النهار وقائمة الليل في النار، نعم إذا طال أذاها الناس، وأما من ابتلي بجار يؤذيه فعليه بالصبر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ يَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاصْبِر))، فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا فَقَالَ: ((اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ))، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ.حسنه الألباني - رحمه الله - . أما و الله لو علم الجار بفضل جاره عليه ما آذاه أبد الدهر فارعني سمعك لهذا الحديث وافتح لي مغاليق قلبك وانظر قال - صلى الله عليه وسلم - ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ إِلاّ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ)) حسنه الألباني. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ)) رواه البخاري، ومن صور إيذاء الجار حسده وتمني زوال النعمة عنه، أو السخرية به واحتقاره، أو إشاعة أخباره وأسراره بين الناس، أو الكذب عليه وتنفير الناس منه، أو تتبّع عثراته والفرح بزلاته، أو مضايقته في المسكن أو موقف السيارة، أو إلقاء الأذى عند بابه، أو التطلّع إلى عوراته. عباد الله: إن المسلم ليتألم عندما يلاحظ في المجتمع الإسلامي كثرة المشاكل والتدهور في العلاقات بين الجيران فتجد جارا يكيد بجاره المكائد والمصائب، وآخر لا يتكلم مع جاره لأيام طويلة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (من هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار) أي ثلاث ليال، وآخر لا يعرف أن جاره يمر بمناسبة سعيدة فيهنيه أو حزينة فيواسيه ويعزيه، وأخطر من ذلك أن تجد جيرانا يعيشون في عمارة واحدة ولا يتعارفون وإن سألت أحدهم عن أقرب الجيران منه لا يعرفه وربما لا يلتقون إلا على باب المبنى فأين هؤلاء من الإقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معاملته مع جيرانه. عباد الله: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة جار يهودي يؤذيه وكان - عليه الصلاة والسلام - يصبر ويحتسب فلما مرض اليهودي زاره فدخل الرعب في قلب اليهودي ظنا منه أن محمدا - عليه الصلاة والسلام - جاء لينتقم منه مستغلا مرضه، وإذا به يفاجأ بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ليواسيه ويسأل عن حاله ويقدم له العون إن لزم الأمر،،، عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافا له بالجميل وأعلن الشهادة وأصبح من المسلمين. عباد الله ": لقد أصبح الجار اليوم يبيت بهمه جراء أذية جاره، وأصبح يتهيب مناصحته وتنبيهه خشية ردة فعل تزيد في سوء العلاقة أو تقطعها البته، وخشية أن يكون الجار ممن إذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم، فأصبح المرء لا يدري كيف يناصح جاره، وفي أي موضوع يناصحه، وما هي الطريقة في مناصحته، والدين كما تعلمون النصيحة، ففي أي شئ يناصحه، أيناصحه عن حارسه الذي يقف تجاه باب عمارته يترصد له ولعرضه ليلا ونهارا، أم يناصحه عن أكياس القمائم التي يضعها عند بابه كل صباح ومساء، أم يناصحه عن إسرافه في الماء الذي يماطل في المساهمة في شراءه، أم يناصحه في قطع السلام وعدم رده، أم يناصحه عن تركه للصلاة وعكوفه على مشاهدة المحرمات، واستبداله الذي هو أدنى بالذي هو خير، أم يناصحه عن روائح الدخان التي تفوح من بيته، أم يناصحه عن أبنائه التاركين للصلاة والمتخذين من باب المدخل للعمارة مقعدا دائما للقيل والقال والتحملق بأنظارهم إلى عرضه وزواره وضيوفه، أم يناصحه عن أذية أبناءه واللعب حول مركبه وداره ومسكنه، فأين هؤلاء من قول الله - تعالى -يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحريم / 6. ماذا دهانا يا أمة الإسلام، ألم يقل الله - تعالى -(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) كم حرمنا من الخير بالتدابر،، والمتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة، وعلى منابر من نور يوم القيامه فهل زهدنا في هذا الأجر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله - عز وجل -: وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ والمتباذلين فيّ) أخرجه الإمام مالك - رحمه الله - بإسناد صحيح، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) وكذا جاران تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه، و عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، رواه مسلم) رقم: 2564 . 13-05-2007

فن التعامل مع الناس

فن التعامل مع الناس التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم .. فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين .. وفي المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك .. وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء .. فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعر بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك ، ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك . اليك بعض القواعد التي تؤدي إلى كسب حب الناس ويسرني أن أوجزها في النقاط التالية : أختاري موضوعاً محبباً للنفس .. وأن تبتعد عما ينفر الناس من المواضيع .. فحديثك دليل شخصيتك . • حاول أن تنتقي كلماتك .. فكل مصطلح تجد له الكثير من المرادفات فاختر أجملها .. و كما ترغب في أن تكون متحدثاً جيداً .. عليك بالمقابل أن تجيد فن الإصغاء لمن يحدثك .. فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه .. وبالتالي تجعله يشعر بالحرج منك ويستصغر نفسه وبالتالي يتجنب الاختلاط بك .. بينما إصغائك إليه يعطيه الثقة ويحسسه بأهميته وأهمية حديثه عندك . • حاول أن تبدو مبتسماً هاشاً باشاً دائماً .. فهذا يجعلك مقبولاً لدى الناس حتى ممن لم يعرفوك جيداً .. فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب. • حاول أن تركز على الأشياء الجميلة فيمن تتعامل معه .. وتبرزها فلكل منا عيوب ومزايا .. وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهه بها ولكن حاول أن تعرضها له بطريقة لبقة وغير مباشرة كأن تتحدث عنها في إنسان آخر من خيالك .. فهو حتماً سيقيسها على نفسه وسيتجنبها معك أو ممكن تواجهه بها فيما بينك و بينه. • حاول أن تكون متعاوناً مع الآخرين في حدود مقدرتك .. ولكن عندما يطلب منك ذلك حتى تبتعد عن الفضول ، وعليك أن تبتعد عن إعطاء الأوامر للآخرين فهو سلوك منفر . • حاول أن تقلل من المزاح .. فكثرته تحط من القدر، والمزاح ليس مقبولاً عند كل الناس .. وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقد من خلاله من تحب .. وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك . • حاول أن تكون واضحاً في تعاملك .. وابتعد عن التلون والظهور بأكثر من وجه .. فمهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك .. وتصبح حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنه سيهدم . • ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرفات .. ودعك على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان .. وفكر بما تقوله قبل أن تنطق به . • لا تحاول الادعاء بما ليس لديك .. فقد توضع في موقف لا تحسد عليه .. ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً .. ولكن العيب عندما تلبس ثوباً ليس ثوبك ولا يناسبك . • اختر الأوقات المناسبة للزيارة .. ولا تكثرها .. وحاول أن تكون بدعوة .. وإن قمت بزيارة أحد فحاول أن تكون خفيفاً لطيفاً .. فقد يكون لدى مضيفك أعمال وواجبات يخجل أن يصرح لك بها ، ووجودك يمنعه من إنجازها .فيجعلك تبدو في نظره ثقيلاً . • لا تكن لحوحاً في طلب حاجتك .. ولا تحاول إحراج من تطلب إليه قضاؤها .. وحاول أن تبدي له أنك تعذره في حالة عدم تنفيذها وأنها لن تؤثر على العلاقة بينكما.. كما يجب عليك أن تحرص على تواصلك مع من قضوا حاجتك حتى لا تجعلهم يعتقدون أن مصاحبتك لهم لأجل مصلحة . • حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها .. فاحترامك لها معهم .. سيكون من احترامك لهم .. وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته . • ابتعد عن الثرثرة .. فهو سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم . • ابتعد أيضاً عن الغيبة فهو سيجعل من تغتاب أمامه يأخذ انطباعاً سيئاً عنك وأنك من هواة هذا المسلك المشين حتى وإن بدا مستحسناً لحديثك .. وابتعد عن النميمة . • عليك بأجمل الأخلاق (التواضع) فمهما بلغت منزلتك ، فإنه يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك .. وبالتالي سيجعل الناس يحرصون على ملازمتك وحبك . و في الأخير أنا أعتقد بأن فن التعامل مع الناس و كسب محبتهم هي هبه من الله تعالى يهبها لمن يحبه . فروح الإنسان الخفيفه هي من تحببه و توصله بسهوله الى قلوب الأخرين .

كلمات جميلة في فن التعامل مع الناس

كلمات لو وضعت في الماء لأصبح ذهباً كتبتها أم لابنها .. وما اجمل كلام هذه الام.. القلب الحنون.. بنيّ ...إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين .. قبل أن تتهور وإياك والشائعة لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر وإذا ابتلاك الله بعدو .. قاومه بالإحسان إليه ادفع بالتي هي أحسن ... أقسم بالله.... أن العداوة تنقلب حباً ... تصور!!!! إذا أردت أن تكتشف صديقاً سافر معه ففي السفر .. ينكشف الإنسان يذوب المظهر .. وينكشف المخبر ولماذا سمي السفر سفراً ؟؟؟ إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر .............. وإذا هاجمك الناس وأنت على حق أو قذعوك بالنقد...فافرح إنهم يقولون لك: أنت ناجح ومؤثر ولا يُرمى ...إلا الشجر المثمر بني :عندما تنتقد أحداً فبعين النحل تعود أن تبصر ولا تنظر للناس بعين ذباب فتقع على ماهو مستقذر نم باكراً يابني فالبركة في الرزق صباحاً وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك.... تسهر وسأحكي لك قصه المعزاة والذئب حتى لا تأمن من يمكر وحينما يثق بك أحد فإياك ثم إياك أن تغدر سأذهب بك لعرين الأسد وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر ولكن لأنه ...عزيز النفس ...لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً.... يتضور لا تسرق جهد غيرك... فتتجور سأذهب بك للحرباء حتى تشاهد بنفسك حيلتها فهي تلون جلدها بلون المكان لتعلم أن في البشر مثلها نسخ .. تتكرر وأن هناك منافقين وهناك أناس بكل لباس تتدثر وبدعوى الخير ...تتستر ... تعود يا بني ... أن تشكر اشكر الله فيكفي أنك مسلم ويكفي أنك تمشي...وتسمع ...وتبصر أشكر الله وأشكر الناس فالله يزيد الشاكرين والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له ... يقدر اكتشفت يا بني أن أعظم فضيلة في الحياة.. الصدق وأن الكذب وإن نجى فالصدق أخلق... بني وفر لنفسك بديلاً لكل شيء استعد لأي أمر حتى لا تتوسل لنذل ..يذل ويحقر واستفد من كل الفرص .. لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر لا تتشكى ولا تتذمر أريدك متفائلاً ...مقبلاً على الحياة اهرب من اليائسين والمتشائمين وإياك أن تجلس مع رجل يتطيرلا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك و إياك أن تسخر من شكل أحد .. فالمرء لم يخلق نفسه ففي سخريتك ... أنت في الحقيقة تسخر من صنع الذي أبدع وخلق وصور لا تفضح عيوب الناس . فيفضحك الله في دارك ... فالله الستير ...يحب من يسترلا تظلم أحداً وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر أن الله هو الأقدر وإذا شعرت بالقسوة يوماً فامسح على رأس يتيم ولسوف تدهش كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب فيتفطر لا تجادل ... في الجدل ...كلا الطرفين يخسر فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر ... لقد انهزمنا كلنا الذي انتصر ..والذي ظن أنه لم يُنصرلا تكن أحادي الرأي فمن الجميل أن تؤثر وتتاثر لكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين وإذا شعرت بأن رأيك ..مع الحق فاثبت عليه ولا تتأثر تستطيع يابني أن تغير قناعات الناس وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر ليس بالسحر ولا بالشعوذة فبابتسامتك ..وعذوبة لفظك تستطيع بهما أن تسحر ابتسم فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.... ( عبادة ) وعليها نؤجر في الصين .. إن لم تبتسم لن يسمحوا لك أن تفتح متجر إن لم تجد من يبتسم لك ..ابتسم له أنت فإذا كان ثغرك بالبسمة يفتر ... بسرعة ...تتفتح لك القلوب لتعبروحينما يقع في قلب الناس نحوك شك دافع عن نفسك ....وضح ....برر .. لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر ...تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر بني ...ترفع .عن هذا ..فإنه يسوءني هذا المنظر لا تحزن يابني على مافي الحياة فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى ..حتى يرانا الله ..هل نصبر ؟؟؟ لذلك ...هون عليك ...ولا تتكدر وتأكد بأن الفرج قريب فإذا اشتد سواد السحب ...فعما قليل ستمطرلا تبك على الماضي ..قيكفي أنه مضى ... فمن العبث أن نمسك نشارة الخشب .. وننشر أنظر للغد استعد .....شمر كن عزيزاً ...وبنفسك افخر فكما ترى نفسك سيراك الآخرون .. فإياك لنفسك يوماً أن تحقر فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر .. .وأنت فقط من يقرر أن يصغروإذا أردت إصلاح الكون برمته سأقول لك ...لا... أرجوك لا نريد أن نفقد الشر تخيل أن الكون من غير غشاشين ومن غير كذابين كيف سيعيش الشرفاء ؟؟؟ ومن أين سنقتات ؟؟ وكيف سنكون نحن ....الأميز والأشهر ........قررت أن أربيك وأنت في بطني ... لتكون أعظم شخصية ولو قلت ياأمي لماذا بدأت باكراً ستكتشف أن الإنسان لو كبر .... لن ينفع معه إلا معجزه مالم هو بنفسه يتغير

فن الاتصال الفعال (9) .. كيف تعرض آراءك بشكل جذاب؟


الوسائل الرئيسية التي تقنع بها من تحاوره، حان الوقت المناسب، حيث تجد الشخص قد ارتفعت حماسته وطاقته، وصار يفكر بطريقة إيجابية، ويبحث عن حلول عملية؛ فهنا يمكنك أن تعرض عليه ما تريده أن يفعله. فمثلًا: إذا وصل الشخص لدرجة عالية من الإيجابية حتى قال لك: (نعم، أنا أريد بالفعل أن أتعلم مبادئ فن الاتصال الفعال)، فترد عليه: (أنا أعرف محاضرًا ممتازًا في أحد مراكز التنمية البشرية بجوارنا، فما رأيك نذهب معًا يوم الخميس المقبل؟). اضبط ساعتك: فتلك اللحظة المناسبة لا تحتمل تأخيرًا أو تأجيلًا، ففي الحالتين خسارة، فقد يتعجل بعض الأشخاص، ويسارع إلى تقديم العرض على الشخص، ولم تنضج الثمرة بعد؛ فيقطفها وهي غير ناضجة، مما قد يؤدي إلى عدم قبول الشخص للعرض، أو قبوله مع دافعية داخلية ضعيفة قد تؤدي إلى عدم استمراره في العمل. وعلى العكس، قد يتردد بعضنا، ويظل يؤخر العرض على الشخص حتى تذبل الثمرة أو يقطفها غيره؛ ولذا عليك باختيار التوقيت المناسب لذلك. في خندق واحد: بمعنى أن نعرض آراءنا وأفكارنا وما نريد في صورة المشاركة، فتكون جميع العروض التي ذكرت في الأمثلة على هيئة مشاركة: (نذهب معًا، نحضر معًا) وهكذا، حاول قدر إمكانك أن يكون عرضك على الشخص في صورة مشاركة في الفعل بينكما. إن هذا يؤكد معنى الاتفاق، ومعنى أنكما على جبهة واحدة، لا أنك في جبهة وهو في جبهة، وأنت تريد اجتذابه إلى جبهتك، إذا شعر الشخص بذلك؛ ستتولد مقاومة داخلية لديه، ولكن أَشعِر الشخص دائمًا أنكما على أرض واحدة، وأنكما تسيران معًا حتى تصلا إلى الهدف المتفق عليه. إن كنت من المحترفين: وإذا كنت أكثر احترافًا في الإقناع والتأثير على الأشخاص؛ فلن تقوم بالعرض على الشخص، بل من شدة قدرتك على بناء الاتفاق وإثارة الرغبة، ستنتظر حتى يعرض الشخص عليك الفعل، فيقول لك مثلًا: (ألست تحضر بعض المحاضرات في تنمية مهارات الاتصال مع الآخرين؟ هل من الممكن أن أذهب إليها معك؟). وحتى تصل إلى ذلك فأنت تتبع نفس الخطوات السابقة، إلا أنك قد تحتاج في ثنايا الكلام إلى رمي بذور الحل ليتوصل إليها الشخص، ثم يعرضها عليك، كأنه قد توصل إليها بمفرده. فمثلًا أثناء تحفيزك له على حضور تلك المحاضرات، تقول له في ثنايا الكلام: (وحضور هذه المحاضرات يزيد من حماستي كل أسبوع، كما أن المحاضر يعطي هدية كل مرة لأحسن شخص يتفاعل مع ما يطرحه من مادة علمية). كأن تقول لصاحبك في ثنايا الكلام: (وجزى الله هذا المحاضر خيرًا، هو السبب الرئيسي ـ بعد الله ـ في أن أتمكن من التواصل الفعال مع الآخرين، لقد أعطاني مجموعة من الوسائل العملية التي أعانتني كثيرًا، وكم من شباب ساعدهم في هذا الموضوع). على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح: فقد تبذل قصارى جهدك بخطوات صحيحة، ولا يقتنع الشخص في النهاية بما تقول، وإنما علينا مباشرة الأسباب، ولذا؛ إذا استنفدت كل الخطوات السابقة، ثم وجدت من الشخص الرفض وعدم القبول، أو التعلل بالأعذار، أو الهروب من الكلام وعدم العزم على العمل؛ فعليك بما يلي: 1. لا تشعل تلك النيران: إنها النيران التي تأكل جدار الثقة، وتأتي على الأخضر واليابس من المشاعر والأحاسيس، إنها نيران يحذر منها النبي r فيقول: (أنا زعيم بيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقًا) [رواه أبو داود وصححه الألباني]، ويسير إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله على الدرب النبوي الشريف فيقول: (المراء يقسي القلوب، ويورث الضغائن). ولذا؛ لا تجادله أو تراجعه في رأيه أو تضغط عليه؛ فالجدال في هذه اللحظة الحرجة هو أخطر شيء على الإطلاق؛ لأنه قد يهدم كل الذي بنيته، ويجعلك تخسر علاقتك مع الشخص. 2. انسحاب تكتيكي: فإن لم يستجب لك الشخص، فاحرص على الانسحاب قليلًا إلى الوراء، ثم أعد حل المشكلة بالخطوات التي تكلمنا عليها من قبل؛ وسوف تجد أن سبب المشكلة ـ إن شاء الله ـ لن يتعدى أن يكون خللًا في إحدى هذه الأشياء: · في الثقة المتبادلة بينكما: وأنه لم يكن قد وصل إلى الثقة الكاملة فيك بعد، وتحتاج هنا إلى تقوية العلاقة. · في الفهم العميق له ولقيمه: وبالتالي فوجئت بعائق لم يكن في حسابك منعه من العمل، وتحتاج هنا إلى فهمه بصورة أعمق، وإلى استغلال المعلومات الجديدة التي عرفتها لعلاج الموضوع. · في بناء الاتفاق: وأن هناك بعض القواعد لم يتم الاتفاق عليها، وبالتالي لم يقتنع الاقتناع الكامل. · في إثارة الرغبة: حيث لم ترتفع رغبته بعد، أو ذبلت بعد ما ارتفعت؛ مما أدى إلى خروج هذه الطاقة السلبية، وهنا تحتاج إلى إعادة إثارة الرغبة ورفع مستوى الحماس من جديد. كيف تدفع شخصًا لإنجاز هدف في سبعة أيام فقط؟ الهدف من هذا التدريب: دفع صديق لك إلى تحقيق هدف أو إنجاز فعل معين؛ فمثلًا إن أردت حثه إلى حضور محاضرة هامة في فن التواصل مع الآخرين. اليوم الأول: يوم التخطيط: حدد الهدف الذي تريد إنجازه مع الشخص ثم ضع خطة له على مدار بقية الأسبوع للوصول إلى هذا الهدف؛ لتكن الخطة مثلًا: 1. المرحلة الأولى: بناء الاتفاق (ثلاثة أيام: اليوم الثاني والثالث والرابع من الأسبوع)، وستكون أهم القواعد التي سنتفق عليها؛ كما يلي: · تعلم التواصل مع الآخرين ضرورة عصرية. · فن التواصل مع الآخرين يمكن لكل إنسان اكتسابها حتى لو كان انطوائيًا. · ضرورة وجود شخص يعلمنا قواعد التواصل الفعال مع الآخرين. 2. المرحلة الثانية: إثارة الرغبة (يومان: اليوم الخامس واليوم السادس من الأسبوع)، وفيها ستقوم بتحديد أهم الوسائل التي ستسخدمها لإثارة رغبته لحضور المحاضرة: أ‌. ذكر سعادتك بسماعك عن وجود تلك المحاضرة، وذكر قصص وتجارب شخصية عن فوائد ذلك. ب‌. ذكر فوائد حضور المحاضرة بالنسبة له، والربط بين هذه الفوائد وحاجاته الشخصية. ت‌. تسهيل الأمر عليه وتشجيعه. 3. المرحلة الثالثة: العرض (اليوم السادس أيضًا)، وتأتي في نهاية مرحلة الإثارة، فعندما تشعر أن الشخص قد تحمس للموضوع؛ تعرض عليه مباشرة حضور المحاضرة معك. 4. المرحلة الرابعة: تنفيذ العمل معه (اليوم السابع). اليوم الثاني: 1. تحضير الكلام الذي ستقوله له، وأهم الاستدلالات التي ستستدل بها للاتفاق معه، ويستحسن كتابة هذا الكلام لتحكمه. 2. الاتفاق على قاعدة: "تعلم فن التواصل مع الآخرين ضرورة عصرية". اليوم الثالث: 1. تحضير الكلام الذي ستقوله له، وأهم الاستدلالات التي ستستدل بها للاتفاق معه، ويستحسن كتابة هذا الكلام لتحكمه. 2. الاتفاق على قاعدة: "التواصل مع الآخرين يمكن لكل إنسان اكتسابها حتى لو كان انطوائيًا". اليوم الرابع: 1. تحضير الكلام الذي ستقوله له، وأهم الاستدلالات التي ستستدل بها للاتفاق معه، ويستحسن كتابة هذا الكلام لتحكمه. 2. الاتفاق على قاعدة: "ضرورة وجود شخص يعلمنا قواعد التواصل الفعال مع الآخرين". اليوم الخامس: 1. تحضير الكلام الذي ستقوله له، وأهم الوسائل التي ستسخدمها لإثارة رغبته، ويستحسن كتابة هذا الكلام لتحكمه. 2. ذكر سعادتك بسماعك عن وجود تلك المحاضرة، وذكر قصص وتجارب شخصية عن فوائد ذلك. اليوم السادس: 1. تحضير الكلام الذي ستقوله له، وأهم الوسائل التي ستستخدمها لإثارة رغبته، ويستحسن كتابة هذا الكلام لتحكمه. 2. ذكر فوائد حضور المحاضرة بالنسبة له، والربط بين هذه الفوائد وحاجاته الشخصية. 3. تسهيل الأمر عليه وتشجيعه. 4. بعد التأكد من استعداده النفسي لقبول العرض؛ تعرض عليه أن تذهبا معًا لحضور المحاضرة. اليوم السابع: تنفيذ الهدف معه. وختامًا تذكر دائمًا عليك أن تعرض آراءك بشكل مقنع وجذاب؛ حتى يؤثر في الآخرين، وإلى لقاء في مقال قادم نتحدث فيه عن مهارات الاتصال الفعال مع الآخرين. أهم المراجع: 1. سحر الاتصال، محمد أحمد العطار. 2. كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، ديل كارنيجي. 3. إحياء علوم الدين، الغزالي.

ستة طرق عبقرية.. لإتقان مهارات التواصل بالعين

ستة طرق عبقرية.. لإتقان مهارات التواصل بالعين تعتبر العيون من اهم طرق التواصل بين البشر.يمكنك من خلالها توصيل الرسالة التى تبغى ان ترسليها الى اى شخص. من خلال عينيك تستطيعى ان تعطى معلومات إجتماعية لمن تتحدثى او تستمعين اليه. فمثلا إذا كنت تنظرى الى الطرف ألأخر بتحليق زائد عن الحد فإن هذا يدل أنك شخص عدوانى، اما اذا كنت مقلة فى النظر الى الطرف ألآخر سيدل ذلك على عدم إهتمامك بمن تحاورى، ومن هنا نعلم ان لغة العيون هى مهارة يجب ان نتقنها حتى نكتسب حب و إنتباه الآخرين. اشخاص لديهم مهارة عالية فى إستخدام لغة العيون من ألاشخاص الذين يتمتعون بمهارة فى التواصل بالعين هم : البائعين والسياسيين والخطباء. سوف تدرك اهمية لغة العيون عندما تتحدث مع شخص وجها لوجه. وستلاحظ اذا قمتى بإبعاد عينيك عن الشخص الذى تتحدثين اليه انه توقف عن الكلام. اما اذا استمريتى فى النظر اليه فانه يواصل الحديث معك. السمات الفسيولوجية للغة العيون يعلم الباعة الجائلون أهمية وتأثير العيون فى لفت انظار المشترين. لذلك يحاولون تركيز انتباههم مع زبائنهم و فهم ما يرغبون فى الحصول عليه. تأثير لغة العيون على الحديث اليومى لأننا لا نستطيع ان نتخلى عن لغة العيون فى الحوار اليومى لذلك يجب علينا تعلم افضل الطرق لإتقان مهاراتها. يجب ان تعرفى ان كل موقف يتطلب لغة مناسبة له. فمثلا إذا كنت فى جدال مع شخص ما فإن النظرة التى تتميز بالتركيز تمنحك قوة فى الحوار، اما إذا كنت ترغبى فى تأجيل الحوار أو إلغائة عليك ان تخفضى عينيك، إذا كنت تحبى شخص ما يجب ان تنظرى اليه بإنتباه و تطيلى النظرة. 6 طرق لتحسين لغة العيون لديك 1- عند التحدث مع مجموعة: إذا كنت تتحدثين مع مجموعة من الناس فمن المفيد ان تعيريهم إنتباهك بالنظر اليهم بطريقة مباشرة. احترسى من التركيز مع احد الاشخاص وإهمال الآخرين ، لان هذا سيصرف إنتباه باقى المجموعة عنك. يجب ان تحولى نظرك الى فرد جديد من المجموعة مع كل كلمة جديدة تقوليها و بهذة الطريقة ستكسبى اهتمام جميع الأفراد أثناء الحديث. 2- عند التحدث مع فرد واحد من الجيد ان تحافظى على إستمرارية التواصل بالعين عند التحدث مع احد الأشخاص. ولكن انتبهى من ان هذا التركيز إذا زاد عن حدة يمكن ان يعطى إنطباع مزعج او غير مريح للطرف ألآخر، ولتتخلصى من هذة المشكلة قومى بإبعاد نظرك عنه كل 5 ثوان لكن لا تنظرى الى الأسفل بل انظرى الى اعلى او الى الإتجاه أللآخر حتى يعتقد الطرف الآخر انك تحاولى تذكر شىء ما. 3-عند الاستماع الى شخص ما عندما تتحدثى الى شخص ما فإن الحملقة بشدة اليه يمكن ان تعطى إنطباع سلبى. لذلك قومى بإستخدام (طريقة التواصل الثلاثية) التى تنص على النظر الى احدى عينيى المستمع لمدة 5 ثوان، ثم النظر الى العين الأخرى لمدة 5 ثوان اخرى، ثم الى فمه، وبعد ذلك الى انفه. وهناك اشياء اخرى للتواصل مثل ألإيمائات وبعض ألأصوات التى تظهر التواصل مثل: نعم ، هم ، او إم...إلخ. حيث تعتبر هذة الإشارات طرق فعاله لإستمرارية التواصل بين المتحدث و المستمع. 4- عند المجادلة إن القدرة على مجادلة شخص ما هى مهارة فى حد ذاتها. لكى تربحى المجادلة كونى قوية النظرة لأنك اذا انحرف نظرك عن من تجادلى سوف يضعف هذا موقفك وتخسر فى المجادلة، لذا عليك ان تركزى بنظرك على من تجادلى عند إستماعك اليه او عند إستماعه اليك. اعلمى ان الشخص الذى تجادليه سيحاول ان يقول كلمات يمكن ان تضعف من موقفك او تقلل من شأنك، لذلك لا تهتمى بهذة الكلمات التى يمكن ان تثير غضبك وإبقى هادئة ورابطة الجأش، مع إستمرارالنظراليه وهذه هى الطريقة الفعالة للفوز بالمجادلة. 5- عند محاولة جذب شخص ما اليك عندما تحاولى ان تجذبى إنتباه شخص ما اليك و تعلميه انك مهتمة به عليك ان تستخدمى عينيك عند التحدث او الإستماع اليه.عندما يتحدث الشخص الذى تحبية يجب ان تغمريه بعينيك. إستمعى بإنتباه الى ما يقوله لك، إبتسمى فى وجهه ولكن فى الوقت المناسب. إذا شعرت انك تحملقى إلية بشكل زائد انقلى نظرك الى ملامحه ، فمثلا يمكن ان تنظرى الى شفتاه او خديه او انفه ثم اعدى النظرالى عينيه مرة اخرى ان الإبتسام الى الشخص الذى تحب هو شىء هام ولكن يجب ان يحدث عند الضرورة الى ذلك و ليس عند التحدث عن شىء جاد.استمع جيدا اليه ايضا. 6- عند التعامل مع شخص بينك و بينه علاقة حب تتميز النظرة المشتركة بين المحبين بطابع خاص. فمثلا عندما ينظر كلا من الزوج و الزوجة الى بعضهما البعض يقوم كلا منهما بالتركيز فى عيون الآخر دون ان ينطق اى منهما بكلمة وذلك لأن المحبين يفهمون بعضهم من مجرد النظر و تصل رسالة كلا منهما الى ألآخر. و يخلق هذا ألإسلوب رباط قوى بينهما.و لتجعل عيونك تعبر عن ما بداخلك عليك ان تستخدمى هذا ألإسلوب. عندما تنظر عينيك الى شريك حياتك تخيل انك تنظر الى ما بداخل روحه وان ارواحكما تتعانق وتفيض حبا وحاول ان تمس بنظرتك اليه إحساسه و روحه وهذا ما يطلق العنان لهرمون ألإدرينالين كى يضفى على عينيك إحساس وافر و صدق مشاعر.

كيفيه التواصل مع العقل الباطن ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التواصل مع العقل الباطن لإعادة برمجته بالرسائل الإيجابية .. كيفية التواصل مع العقل الباطن :- ......................................." 1- ينبغي قبل التواصل مع العقل الباطن تحديد الهدف بوضوح ،، وبساطة ، وبصيغة الحاضر ( كأن يكون الهدف زيادة الثقة بالنفس ، إزالة شعور سلبي ، زيادة الحماس لتحقيق هدف أو عمل معين..، الرغبة في إنجاز عمل معين .......الخ ) : : بمعنى عدم إدراج عبارة للمستقبل مثل : ( سأشعر بالراحة ولكن يقول بدأت أشعر بالراحة ) فالأول للمستقبل والثاني للحاضر وكذلك عليه أن يحذر من استخدام أدوات النهي لأن العقل الباطن يرفض الضغط والقهر ( فلا يقبل أن يبرمج مثلاً لاتستسلم للإحباطات ) وأفضل منها أن يبرمج ( أنا واثق من نفسي ، أقاوم الإحباطات ...الخ ) : : ولكن لا يعني ذلك أنه يرفض كل الرسائل المبدوءة بالنهي ، بدليل قبولنا للمنهيات الواردة في القرآن والسنة لأنها لا تشعرنا بالضغط والقهر ، بل نعلم أنها من لدن الحكيم الخبير (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) ". ولكنه يرفض فقط ما يشعره بالضغط والقهر : : 2- يستحسن كتابة الهدف المراد برمجته في العقل الباطن وكتابة أسباب قوية وعديدة تدفع الشخص لتحقيق ذلك الهدف 3- قراءة الهدف وأسبابه باستمرار حتى يألفها العقل الواعي ومن ثم ينقلها للعقل اللاواعي وبالتكرار يتم برمجته في العقل اللاواعي 4-ويكون التواصل مع العقل الباطن بإحدى الطرق الآتية :- : : 1-الإسترخاء التام باستخدام التنفس العميق المساعد على الإسترخاء ( شهيق قصير من الأنف ، ثم إبقاء الأكسجين لفترة قصيرة داخل الجسم ، يتبعه زفير طويل من الفم مع إعطاء الجسم إيحاء بالإسترخاء تدريجياً ) وبعد الوصول لتلك المرحلة يستطيع الإنسان أن يُرسل ما شاء من رسائل لعقله الباطن بشرط أن تكون الرسائل مرتبطة بمشاعر قوية ويقين بتحقق الهدف وبعبارات متكررة وتأكيدات لغوية إيجابية في صيغة الحاضر ( كأن يقول أنا إنسان ناجح ، أحقق أهدافي دوماً )، إذا أراد أن يكون إنساناً ناجحاً ، ولايستخدم عبارات مثل سأصبح إنساناً ناجحاً ..وهكذا 2-التخيل الإبتكاري بأنه حقق كل أهدافه مع وجود مشاعر كافية بإمكانية التحقيق على أن يكون ذلك وهو في حال الإسترخاء أيضاً 3-التأمل الذاتي وهذا أمرٌ يحتاج إلى تدريب ٍمستمر حتى يصل الإنسان لمرحلة القدرة على التركيز في الفراغ أو التفكير في لاشيء وهو من الصعوبة بمكان ، ومتى استطاع الإنسان الوصول لمرحلة التأمل الذاتي ، يكون قادراً على الإتصال بعقله الباطن بسهولة وهو ما يفعله الحكماء ودارسي علم اليوغا 4-التنويم بالإيحاء حيث يمكن بسهولة كبيرة بث الرسائل الإيجابية المطلوبة للشخص المُنوّم وذلك عن طريق التواصل مع عقله الباطن بشرط أن يوافق الشخص على مبدأ التنويم ويعرف الغرض منه ........... حقيقةً :- التواصل مع العقل الباطن تصنع لنا الشيء الكثير ، وتغير حياة الإنسان بطريقة رائعة ، وهذه دعوة أوجهها للجميع للإستفادة من تلك القوة الهائلة : : وهذا يعني أن الكنز الحقيقي بداخلنا ، فلماذا نبحث خارجاً ؟؟!! إنه العقل الباطن ذو الطاقة الهائلة ويمكن أن نبرمجه بما نريد وسيشرع هو فوراً في التنفيذ. . وأخيرا: ((راقب ماتقول .. عليك أن تنتبه لكل كلمة مهما كانت تافهة ، ولاتقل أبداً كلمات مثل :- إنني سوف أفشل ، إنني غير محبوب ، لاأستطيع أن أفعل كذا ، لاأستطيع مواجهة الجمهور.........الخ، بل ولا تفكر أيضاً مثل هذا التفكير لأن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي ، بل إنه يشرع في التنفيذ ، وحينها تكون (( على نفسها جنت براقش )) 0 أرسل دوماً رسائل إيجابية لعقلك الباطن بمشاعر حقيقية وسينفذ لك الرسالة ))*.. اترككمـ في رعاية الله !

طرق التواصل مع الاخرين بنجاح.....

كثيراً ما نسمع عن عبارات من قبيل: غزو الآخر... التأثير في الآخرين.... الذكاء الاجتماعي.... وهى كلها مرادفات لإمكانية التواصل بفعالية ونجاح مع الآخرين من أجل إقامة جسور الحوار والتفاهم معهم أو إقناعهم بفكرة جديدة، أو حتى تقديم أنفسنا لهم لو كنا نقابلهم للمرة الأولى. ومن أجل هذا فهذا المقال يوضح أهم النقاط التي تساعد من اجل أن تتواصل بنجاح وتأثير مع الآخرين أو أن تغزوهم... ولكن بحب وذكاء. ما هو الاتصال? الاتصال هو التواصل مع الآخر أو بلغة أخرى هو البحث عن أرضية مشتركة بين طرفين أو شخصين، وإيجاد هذه الأرضية المشتركة هو هدف أي اتصال فعال وناجح يسير في الاتجاهين معاً من مرسل الرسالة أو المتحدث إلى مستقبل الرسالة والعكس بأسلوب متفاعل ومتبادل وهو ما يعنى الأخذ والعطاء في نفس الوقت، وعدم الحديث طوال الوقت، والاعتقاد أن هذا اتصال ناجح وفعال مع الآخرين، في حين أن هذا غير صحيح لأنه اتصال من اتجاه واحد يفتقد التفاعل والمشاركة من الطرف الآخر. وكي يتحقق هدف الاتصال الفعال والناجح وهو الإقناع وإيجاد أرضية مشتركة بين من تتواصل معه فهناك أربعة مراحل يمر بها الاتصال هي: 1 - الانتباه (التحضير) 2 - الفهم (استيعاب الرسالة) 3 - الرد (تأكيد الفهم) 4 - التصرف (مرحلة التحدث أو رد الفعل). وسوف يأتي تفصيل المراحل الأربع في السطور القادمة. 3 عناصر أساسية وقبل تفصيل هذه الخطوات السابق الإشارة إليها يجب أن تعلم- عزيزي القارئ- أنك بحاجة إلى بعض العناصر الأساسية التي تمكنك من القيام بالاتصال الفعال والمؤثر من أجل الإقناع وهذه العناصر هي المعرفة النظرية ونعنى بها المعلومات والمعارف التي تساعدك على إتمام الاتصال الشخصي بنجاح وتأثير إيجابي كما تريد كأن تكون ملماً مثلاً بمراحل الاتصال الأربعة السابقة والتي سيلي تفصيلها فيما بعد، والعنصر الثاني الواجب توافره هو الخبرة العملية من خلال الممارسة الفعلية للاتصال ومراحله وطريقته الناجحة كما عرفت من خلال المعلومات النظرية، والعنصر الثالث هو الاستعداد المسبق بمعنى أن يكون لديك الرغبة المسبقة من أجل القيام باتصال فعال وناجح وأن يكون لديك الرغبة والإصرار على تعلم كيفية القيام بالخطوات المؤهلة لهذا بنجاح. وعندما تتوافر لك هذه العناصر الثلاث يمكنك وقتها أن تتحول في كل علاقاتك الاجتماعية لشخص مؤثر في الآخرين ولديك قدرة كبيرة على ما يسمىغزو الآخر أو اقتحام الآخر لأن الاتصال الفعال والممتاز أصبح عادة لديك مما يسهل عليك الوصول للآخر بسلاسة. أساطير خاطئة قبل أن تبدأ الاتصال بالآخرين عليك أن تنتبه لوجود بعض المقولات الخاطئة الشائعة التي تقال حول علاقاتنا بالآخرين والاتصال الشخصي المباشر بهم، فما هي إلا أوهام في عقولنا وعلينا التخلص منها هي: * كلنا نعام كيف نتحدث وكيف نتكلم فطريا ً: فهذا غير صحيح فالحديث الناضج المؤثر في الآخرين له قواعد وأساسيات لابد من معرفتها وممارستها والتدرب عليها من أجل التواصل الناجح والمؤثر. * الاستماع هو ببساطة عبارة عن الجلوس في صمت وإنصات: لان الاستماع يعنى أن تنتبه بكل حواسك وليس بأذنيك فقط وان تلحظ ما يقوله الشخص بغير لسانه فهناك اتصال غير منطوق يقوم به الشخص من خلال طريقة الوقوف أو تعبيرات الوجه وكلها أنواع من الاتصال. * الأصم لا يسمع: وهذا خطأ كبير نقع فيه، فالشخص الأصم يكون لديه قدرة كبيرة على الاستماع من خلال حواسه الأخرى التي يقويها الله لديه من اجل أن يعوضه عن الاستماع بالأذن. * التحدث أهم من الاستماع: فكلنا أثناء أي حوار مع الآخرين غالباً ما نسعى إلى الحديث باستمرار متخيلين أن أهم شيء في الاتصال هو التحدث في حين أن هذا غير صحيح، فالإنصات الصحيح الواعي أهم من التحدث. المرحلة الأولى: الانتباه وهى شديدة الارتباط بالاستماع للآخر والانتباه لكل ما يقول بشكل مباشر ومن خلال لغة الحركة والجسد بشكل غير مباشر، ولهذا يجب الالتفات إلى العوائق المبدئية التي تتسبب في تشتيت الانتباه: 1 - نحن أساساً لا نريد الاستماع: وهذا خطأ لأن أي شخص يسعى لمحادثة من يستمع له، فحين أترك لمن أمامي فرصة الحديث فهذا يعنى خطوة أولى ممتازة من أجل التأثير فيه. 2 - التشويش الداخلي أو المداخلات الداخلية: بمعنى أن تفكر في مشكلاتك الشخصية وظروف حياتك أثناء الحديث مع الآخرين، وكي تنجح في تحقيق الانتباه الكامل في كل شئون حياتك ضع القاعدة التالية أمامك: أنت، وأنا، هنا والآن، أي لا تفكر سوى فيمن أمامك الآن وفى هذا المكان فقط كي لا يحدث أي تشويش على الحديث أو الرسالة التي تسير بينكما. 3 - التشويش الخارجي أو المداخلات الخارجية: مثل ضوضاء مزعجة أو إضاءة غير مناسبة أو جو غير ملائم مما يؤثر سليباً على الاستماع أولا ًثم الفهم ثانياً، فحاول ترتيب ظروف اتصال مواتية تساعد على إتمام العملية الاتصالية بنجاح. 4 - عدم وجود هدف من الاتصال من البداية : كأن تبدأ الحوار مع شخص وأنت لم تحدد الهدف من الحوار مما يثير حيرة لدى من تحادثه ويظل يسأل نفسه عن سبب الحديث من البداية، فلا تبدأ أي حديث بدون هدف واضح كي لا تكون مملاً في حديثك أو تدعو لحيرة من تحادثه. ما بين السطور وهناك أمور لابد من الانتباه إليها أثناء الاستماع أو الانتباه للآخر وهى لغة الجسد فهي تعبر عنا وتوصل للآخرين معاني كثيرة عنا دون قصد وكلما سيطرت على حركات الجسد وتعبيراته أمكنك القيام باتصال فعال ف93% مما نقوله يصل الآخرين من خلال أسلوب الحديث وليس المضمون الذي يحتل 7% من تأثيرك على الآخرين، لذا اهتم كثيراً بالطريقة التي تقول بها الكلام وشكلك وتعبيرات وجهك أثناء الحديث، كأن تبدو مرفوع الرأس، مفرود الظهر، واثق من نفسك من خلال مشيتك، وطريقة وقوفك، واجعل حركة جسدك واتجاهه مواجهة لمن تحادثه لتعطى المعنى بالتفاعل والاهتمام لمن تحادثه، كما يجب عليك أن تتخلى عن حركات الملامسة الذاتية للجسم مثل عقد الذراعين أن ملامسة الوجه، كما عليك أيضاً أن تستخدم عينيك جيداً من أجل التركيز مع من تحادثه مع عدم التركيز طوال الوقت في عين محادثك ولكن اترك20% من الوقت تنظر فيها على الجانبين، كما أن حركات الإيماء بالرأس لها تأثير مهم جداً لإعطاء من يحادثك الإحساس انك منتبه له تماماً وتحثه وتشجعه على مواصلة حديثه مما يجعل الحديث يسير بفعالية وايجابية. المرحلة الثانية: الفهم وهى تحتاج منك إلى تركيز شديد، وأول ما يعوق هذه المرحلة هو أن تكون انطباعات أو معارف مسبقة عما سيقوله الشخص الذي تحادثه، فلا تضع أي خلفيات مسبقة كي لا تشوش على ما تستقبله وقت الاتصال وأعط صفحة بيضاء تماماً لتفهم بتروٍ ما يريد الشخص أن يقوله ولا تطلق أحكاماً مسبقة، ولا تفهم ما تريد أنت فهمه، فهذا لا يفيدك بل يقلب الصورة التي تريد أن تفهمها من الآخر، وهنا نشير لأهمية أن تستمع لما لا تقوله الكلمات، بمعنى أن تنصت للأسلوب الذي يقول به الشخص كلامه فنعود بك لأهمية لغة الحركات فهي تدل على شعور الشخص أثناء حديثه، مما يساعدك على قراءة ما بين السطور وحقيقة إحساس الشخص وما يخفيه وكلها أشياء تساعدك علىقراءة الآخرين بمهارة، كما تساعدك على تكوين فكرة جيدة عمن تحادثه بدلاً من مجرد الاستماع للحقائق الصماء المجردة التي يقولها في حواره معك. وأثناء قيامك بفهم ما يقوله الشخص لك لا تفكر أبداً في رد عليه فأنت فقط تستمع في هذه اللحظة فقد تجهز رداً في حين قد يؤدى بك الحديث إلى مسار آخر تماماً لم تحضر أنت له بسبب تعجلك في تجهيز رد أثناء مرحلة فهمك للحديث بل عليك أن تترو لأن الرد والتفاعل سيأتي دوره في اللحظة المناسبة بعد استيعابك الكامل لكلام محادثك. المرحلة الثالثة: الرد واجعل شعار هذه المرحلة اسمح بفترة من الصمت وفى هذه الثواني القليلة تقوم بعملية استرجاع لأهم ما قيل لك وتراجع أهم الملاحظات التي لقطها عقلك، وخلال هذه الثواني تعطى نفسك ومحدثك فترة راحة وجيزة جداً لمدة ثواني معدودة، ويمكنك القيام في هذه المرحلة قبل الرد مباشرة بعملية التأكيد النهائي على الفهم بمعنى أن تؤكد على محدثك أهم ما قاله كأن تقول:افهم من كلامك أن كذا وكذا.. ... يمكننا القول كذا وكذا......وعبارات على نفس هذا النهج، وهذا يعتبر ممهداً للحديث ورد الفعل من جانبك ولها أهمية كبيرة من حيث إفهام محادثك أنك كنت مستمعاً جيداً لكل ما قاله وبانتباه شديد كما أنها تساعدك على إعادة فهم ما قد التبس عليك فهمه أثناء الحديث. ولكن عليك في هذه المرحلة أن تتفادى التشكيك بكل أشكاله فلا تنقل إحساسك بأنك تشك في كلام محادثك أبداً، ولا تستخدم كلمات توحي بعدم مصداقية ما قاله الآخر، لان هذا يضر بمصلحة التفاعل والتواصل بينكما ويشعر الآخر بالضيق وقد يعوق استقباله أي رسالة أو أي حوار موجه منك له. المرحلة الرابعة: التصرف رد الفعل أو التحدث وهى مرحلة التفاعل مع كل ما قيل لك وما سمعته وهناك صفات مميزة للمتحدث الرائع المؤثر في الآخرين نوضحها كالتالي: 1. الإشعاع بالحماس والطاقة: بأن تكون على درجة عالية من الحماس والصدق أثناء حديثك وكأنك تستمتع بكل كلمة تقولها وهذا كأنك تقول أن الحياة مهتمة بك وانك تبادلها نفس الاهتمام، وأن تتحدث بصدق واهتمام. الذكاء العاطفي 2. الذكاء الاجتماعي ويسمى أحياناً الذكاء العاطفي ويقصد به قدرة الفرد على فهم وإدراك وملاحظة مشاعر الآخرين وحالاتهم المزاجية، واحتياجاتهم، وتنعكس هذه القدرة في مهارات تعامل الفرد مع الآخرين وتحفيزهم، بمعنى أن تمتلك القدرة على معرفة احتياجات الآخرين العاطفية والنفسية والاجتماعية، وكي تمتلك هذه الصفة المهمة للمتحدث الرائع المؤثر ننصحك ب اتباع الآتي: 0 أن تبدى تعاطفًا واهتمامًا بالآخرين. 0 ابد جذابًا وكأنك مشهورًا ولك شعبية. 0 عبر عن مشاعرك وأفكارك واحتياجاتك. 0 انتبه لتغير الحالات المزاجية للآخرين. 0 شجع الآخرين وحفزهم ليقوموا بأفضل ما لديهم. وعليك أن تهتم بدرجة كبيرة بصوتك أثناء الحديث وركز على خصائص الصوت التالية: السرعة والعلو والنبرة والجودة. المفتاح السحري وبخصوص مضمون حديثك فهناك مفتاح سحري لشد انتباه الآخرين وإقناعهم بوجهة نظرك ويمكنك أن تتبع التالي: * تحدث عن الأهداف المشتركة: فمع تلخيصك للحوار الذي قاله محدثك يفضل أن تبدأ حديثك بتحديد الهدف المشترك بينكما أو نقطة الاتفاق الأساسية فى الحديث فحين تختلف بعدها معه في وجهة النظر أو تريد طرح وجهة نظرك أو إقناعه بشيء جديد يكون مستعداً في هذه الحالة لأنه يعرف أنكما متفقان على بعض النقاط التي بدأت بها حديثك معه. * استخدم صيغة الجمع وهذا له أهمية كبيرة لإعطاء مدلول المشاركة بينك وبينه علاوة على أنها محاولة بارعة كي تكسبه في صفك من البداية كأن تقول: لقد وصلنا من الحديث إلى كذا.. نحن نريد أن نحقق كذا... * الاستماع والنقد الذاتي: كأن تعتبر نفسك ممثلاً في مسرح ضخم وتريد أن يكون أداؤك أقرب إلى الكمال، وبالتالي ستسمع نفسك وتأثيرك على من أمامك كل ثانية وتطور من أسلوبك أو تعدله في التو واللحظة. وبصفة عامة التأثير في الآخرين والاتصال الفعال معهم هو قدرة قابلة للتعلم وقابلة للنمو والتطور فحاول دائماً أن تتعلم شيئاً جديدً مؤثراُ وفعالاً من أجل غزو الآخر.... واجعل دائماً رفيقتك الدائمة الابتسامة الودود لكل من تقابل وتحدث لان لها مفعول السحر في التأثير على قلوب وعقول كل ما تحادثه.